23 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ليست قطرية فحسب، إنما هي عالمية وشرعية ، لذلك كانت محور الاستنكار الذي لم يتوقع من جميع المنظمات والنقابات الإعلامية الدولية حين طالبت دول الحصار بإغلاق قناة الجزيرة من ضمن المطالب التي فرضت على دولة قطر، باعتبار أن إغلاقها يشكل انتهاكاً للحرية الإعلامية ، وقمع الرأي الآخر، واعتداءً على حرية التعبير التي ينص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة 19، منظمات "مراسلو بلا حدود" اعتبرت مطلب إغلاق الجزيرة ابتزازا، ونقابة "صحفي النرويج" تبعث رسالة حادة احتجاجاً إلى السفارة السعودية في النرويج على مطلب إغلاق الجزيرة ، نقابة الصحفيين في بريطانيا تعقد اجتماعاً في لندن للنظر بمطلب إغلاق الجزيرة. وغيرها من الاحتجاجات التي صدرت مع مطلب دول الحصار في إغلاق قناة الجزيرة ، والتي لاتهتز لوجودها إلا الدول الاستبدادية، لنقلها للواقع الاستبدادي وعناصره . .... فـ قناة الجزيرة ومنذ تأسيسها عام 1996هي قناة فضائية إعلامية دولية تخاطب دول العالم باختلاف اللغات وبوسائلها المتعددة ، وتدرك دول الحصار ذلك ، واستحوذت اهتماما شعبيا خاصة بين شعوب. منطقة الخليج ومنها شعوب دول الحصار لما تبثه من أخبار موثقة بالأدلة والصور من مصادرها كما هي تعاملها مع دول الربيع العربي ونقل الأحداث من موقع الحدث ، وما تنقله قناة "بي ان سبورت " الرياضية، من مباريات وبطولات عالمية والتي تمتلك الجزيرة خصوصية أحقيتها في النقل وبشكل حصري بموجب اتفاقيات مسبقة ، ولها جماهيرها ومتابعوها ويشكلون نسبة كبيرة من دول الحصار خاصة المجتمع السعودي ، ومع إغلاقها ستغلق منافذ نقل المباريات والبطولات العالمية مباشرة ، وسيحرم جماهيرها من المتابعة. فلماذا الآن مع فرضية الحصار أصبحت الجزيرة وتوابعها عند حكومات تلك الدول غير مرغوبة، والمطالبة بضرورة إغلاقها جميعا ، !! هل هو هاجس الخوف الذي. يسيطر علي ذهنية المسئولين من التعرية والمكاشفة. !! أم أنه تحدي وَمِماطلة لإخفاء أهداف أخرى !! أم أنه أسلوب لتغييب ذهنية شعوبها وحصر أفكارهم في قنواتها التي انتهجت مع الأسف ومع الحصار ثقافة العداء والكذب والأباطيل والادعاءات على دولة قطر ، !! أم أنها الغيرة التي سيطرت على تلك الدول التي حاولت أن تأتي بمثل جودتها وقوتها ولكنها فشلت قناة "العربية" نموذج ، !! ولا يغيب عنا قريبا محاولة السعودية افتتاح قناة رياضية برأس مال كبير ، ولَم يكتب لها النجاح . وكل ذلك يدل على أن هذه الدول لاترغب في الإعلام الحر ، وتريد الإبقاء على قنوات التطبيل والزيف والمدح . فإذا كانت الجزيرة الإخبارية في نظر دول الحصار تؤجج الفتن وتعين على الإرهاب كما هي سياسة موطنها ،إذن ! فماذا عن توابعها "الجزيرة الثقافية" "وقناة جيم للأطفال" ، والقنوات الرياضية !!! .... فالمطالبة بإغلاق الجزيرة هو إغلاق الفكر عن الواقع ، وهذا هو الأسلوب الإعلامي ا لذي اتبعته دول الحصار لتغذية مصالحها السياسية ، ولاشك أن التعبئة الذهنية. التي انتهجتها دول الحصار و حصر عقلية شعوبها بقنواتها الإعلامية باختلاف مصادرها وما يبث خلالها من أخبار. غير واقعية ، ومحشوة بالمغالطات والأكاذيب عن دولة قطر ، مع إغلاق القنوات والمصادر الإعلامية الأخرى تعتبر كارثة إعلامية لنشر ثقافة التضليل والبعد عن الواقع وتشويش قناعات الرأي العام حول فكر واحد ورأي واحد وهو أسلوب الجبناء وتنتفي معه الأخلاقيات المهنية الإعلامية من الصدق والأمانة والموضوعية ، كما تتنافى مع الحرية المهنية الإعلامية. وليس ببعيد عنا أبرز نموذج للتضليل الإعلامي مانشرته الوسائل الإعلامية العالمية في أوائل التسعينيات مقولة مفادها امتلاك العراق سلاحا نوّويا يهدد العالم مما مهّد لحملة عسكرية مخطط لها مسبقا احتلت على أساسها العراق. ... وما اتبعته دول الحصار الثلاث مع شعوبها ، من تضليل إعلامي. تشويه فكري ، وتزييف الحقائق ، وتعتيم الأخبار الصادقة ، وممارسة الكذب ، والتلاعب بالأحداث ، والتدليس في المصادر والمعلومات وغيرها ، العربية، نموذج جعلت شعوبها لا ترى إلا من عين واحدة ، ولاتسمع الّا من أذن واحدة ، أما أفواهها المفتوحة لا تنطق إلا بسياسة حكوماتها وادعاءاتهم الكاذبة وتردد أن قطر إرهابية ، وتدعم الإرهاب ، وبنت عليهما حصارها وعدائها لدولة قطر . وينطبق عليهم قوله تعالى في كتابه:" وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ". ... نعم هذه قطر بأميرها وشعبها ومراكزها الثقافية وجمعياتها الخيرية وحريتها الإعلامية أصبحت في نظر شعوب دول الحصار الثلاث المغّيبة والمكمومة والمضللة إرهابية ، وهذا ما يتردد في إعلامها المضلل ، ولا نستبعد ومن المؤسف أن تكون نظرة دول الحصار للإرهاب متفقة ومتناسقة مع النظرة الإسرائيلية ، كما أن ما يصدر من شعوبها من سلوكيات وتصرفات وكلمات عدائية لدولة قطر وتداولها في وسائل التواصل المجتمعية إنما هو نتيجة التضليل والقمع والتعتيم الإعلامي الداخلي أو مايسمى بالإعلام الأسود ، وصناعة الكذب ، الذي طوَّقت به دول الحصار عقول شعوبها بالتشويش ثم الإصابة في قناعاتها لصرفها عن الحقائق وعن الرأي الآخر ، وتعبئة أفكارها بأن قطر دولة إرهابية ، وصدق الله حين قال في كتابه :" رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ" هذا ما اتبعته دول الحصار للكيد بقطر وأميرها ، ومارسته مع شعوبها وإعلامها لخدمة مصالحها السياسية ، بالرغم من أن دول الخليج بحاجة الْيَوْمَ وفِي مثل هذه الظروف الإقليمية والدولية التي تحيط بها إلى تهدئة إعلامية أكثر من أيّ وقت مضى لإبعاد الفكر عن الإرهاصات والنزاعات السياسية ، وتوظيف الإعلام للنهوض بها فكريا وسياسيا وثقافيا لمواجهة الأخطار الداخلية والخارجية.