05 نوفمبر 2025

تسجيل

وقفة تراثية مع المغالطين

02 يوليو 2015

العادات والتقاليد والموروثات، تحتل مكانة اجتماعية وثقافية مرموقة، في حياة الامم والشعوب، ذلك انها تجسد الملامح الرئيسية وتحدد الفوارق المميزة وتحفظ الهوية المستقلة لكافة الاجناس والمجتمعات البشرية، تتناقل الأجيال هذا الارث العزيز بأمانة وتحرص على تجسيده في شؤون حياتها عبر الازمان. ونحن في بلاد طيبة مباركة تمتاز بتوافق عاداتها وتقاليدها مع تعاليم واحكام الشريعة الغراء، والعقيدة المطهرة، مما يجعلنا مطالبين بمراجعة وتأصيل عناصر التراث وتنقيحها من شوائب الافكار الدخيلة المزورة، التي تكرسها بعض الفئات من اتباع المذاهب الفكرية والثقافية الوافدة، وتنشط في تكرار انماط وممارسات تنسبها عنوة للتراث والموروث الشعبي الخليجي رغم تعارضها الواضح مع ثوابت شرعية وعقدية نشأنا وتربينا عليها. واذكر اولئك المغالطين انني من اشد المهتمين بتراثنا الجميل وتقاليدنا الاصيلة حقيقة وليس ادعاء، ولاشك ان ابراز وتعزيز قيم التراث العريق وادخال البهجة الى قلوب الاطفال هدف جميل، لكن ليس معنى هذا ان نسوق اطفالنا في الشوارع والطرقات ونبتذل براءتهم طارقين الابواب سائلين السكان، او نجعلهم ادوات طيعة لتكريس عادات سنوية دخيلة في انصاف بعض الشهور ناهيكم عن مخاطر عديدة قد يتعرضون لها واحتمال استغلالهم في افعال سيئة، جراء انتشارهم في الشوارع بحجة مخادعة لدى من يقول ان ذلك يعد مكافأة لهم على صيام نصف رمضان!!.اعلم أن حديثي هذا يثير حساسية ما لدى المغالطين او الغافلين، متعصبين او متعاطفين، ومثلها ليلتا نصف شعبان ونصف رمضان وما أحدثوا فيهما من البدع والمنكرات (راجع فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء بهذا الخصوص )، فقد تبين بالأدلة والقرائن وفتاوى كبار علماء الامة ان الاحتفالين المذكورين من البدع المحدثة وقد انتقلتا الينا بفعل التمازج الثقافي والاجتماعي مع عرقيات وافدة سكنت بلدان الخليج العربي قديما وجلبت معها عادات واعيادا ومناسبات تخالفنا ديانة وعقيدة. وبالتالي فاننا مأمورون شرعا بترك ما خالف سنة سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام اذ ان اصل الاحتفالين بزعمهم يرجع الى ذكرى مولد امامين هما المهدي والامام الحسن سبط النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يثبت ان سلفنا الصالح اختص هاتين المناسبتين باحتفال معين ، بل ان القوم في عصرنا جعلوهما عيدين وان اختلفت التسميات ومعلوم أن اختصاص انشاء الأعياد توقيفي من الله تعالى وحده. فمن اين اتى بعضهم بان هذين الاحتفالين من تراثتا وعاداتنا وتقاليدنا ولماذا لم يتحروا حقيقة الامر أو يبينوه للعامة ان كانوا يعرفون اصله؟!.واناشد الباحثين الامناء على التراث والتاريخ ان يبرئوا ذمتهم بتوضيح اصل هذه العادة الاحتفالية الدخيلة وتبيان زمن حدوثها وانها تتوالى وتتزامن مع احتفالات اصحاب المذاهب الباطلة، وتنقيح تراثنا العزيز من كل ما ينسب اليه زورا وبهتانا من عادات ومناسبات ليست منه في شيء وكلنا مسؤولون عن تحري الصواب والتزامه ونبذ الخطأ واجتنابه. اللهم اغفر لنا ما مضى واعنا على ماتبقى ونجنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.