12 سبتمبر 2025

تسجيل

الشئون الاسلامية.. والمسابقة الخجولة

02 يوليو 2015

ما معنى المسابقة.. بمفهوم بسيط فانها تعني التنافس على أمر ما ويفوز فيها افضل المتنافسين..وحتى تحدث المنافسة وجلب المتسابقين يجب ان يكون هناك اشهار جيد، وكلما كان نطاق الاشهار أوسع كلما زاد عدد المشاركين وحدة المنافسة.. وما هي افضل الطرق للاشهار؟ بالطبع وسائل الاعلام التقليدية والحديثة. ونرجع الى موضوعنا.. فمنذ عدة سنوات اقترحت على احد القياديين في وزارة الأوقاف والشئون الاسلامية اقتراحا باقامة مسابقة لأفضل مؤذن وأذان وفق منظومة تتبعها نتائج معينة، فجاء الرد فورا بالفعل هناك مشروع بهذا الخصوص وانه على مكتب سعادة الوزير للموافقة والاعتماد.. تفكير مستنير أعجبني جدا..فانتظرت اسمع شيئا بخصوص الموضوع.. ما في شيء أبدا! ومرت الايام وبعد فترة تخطت السنتين تقريبا اكتشفت صدفة (والله) بأن المسابقة اجريت لأكثر من مرة؟ متى؟ أين؟ وكيف؟ ومن هم اللجنة؟ وما هي النتائج ..الله أعلم؟؟ واظنها اقتصرت على طلاب المدارس فقط؟ ولكني لم اسمع قط بان هناك مسابقة سرية على هذا النحو؟على العموم..فهناك جهات تصنع الحدث من لا شيء وتجعله براقا وحماسيا وتكسب سمعة طيبة من ورائه مع انه ولا شيء؟ وجهات اخرى تمتلك الحدث ولا تعرف كيف تستثمره واغلبها بسبب عدم كفاءة الاجهزة المعنية والبخل في الانفاق؟ وهذه تنطبق على حالتنا! ان مسابقة الأذان كانت ستكون رائعة لو تم التخطيط لها بشكل افضل معتمدةً على بيوت الخبرة وليس قرار افكار مجتهدة.. وكانت فرصة ذهبية للاطلاع على انجازات الوزارة وجهودها لخدمة الاسلام والمسلمين..وكلما كبرت أسماء اعضاء اللجنة كلما كبر شأنها.. وكلما زاد الاشهار والتوسع كلما زاد الابداع بسبب زيادة المشاركين ومتابعة الناس لهم التي ستزيد من حماسة المتنافسين. فكان من المفترض ان تكون المسابقة مباشرة من خلال تلفزيون قطرالذي بالتأكيد سيرحب بالفكرة وقد تكون هناك توليفة بين رأي اللجنة ورأي الجماهير..لأن الجمهور هو المعني في النهاية وهو المتعطش لصوت الاذان من حناجر مباركة واصوات شجية ترتاح لها المسامع وتسكن لها الجوارح. ولم لا تكون المسابقة اقليمية او دولية فتستفيد الدول وتعيد اكتشاف ابنائها وغيرابنائها..الحقيقة فكرة المسابقة جميلة ولكنها بدأت هزيلة. في هذا العالم الصعب المغلف بالفساد اصبحنا بحاجة الى مثل هذه الافكار والمشاريع ولكننا نريد من ورائها عقليات مستنيرة تعرف كيف تستفيد وتبلورها وتجعلها نورا للعقول والقلوب. وزارة الاوقاف والشئون الاسلامية بارك الله فيها دورها هام في الحياة المعاصرة وعليها الجد والاجتهاد مع الابداع وهي قادرة بلاشك.كلي أمل ان تستمر المسابقة وأن تصل للعالمية ولم لا ونحن في قطر الخير والعطاء والتميّز. اشهروها ولا داعي للخجل؟