فودافون تتنصت علينا

دولة قطر من ال 29 دولة من الدول التي تعمل فيها شركة فودافون العالميّة للاتصالات ثاني أكبر شركة في العالم لتشغيل الهواتف المحمولة، وتابعنا مؤخرا ما تعرضت له من انتقادات وهجوم غير مسبوق حين نشرت صحف عالمية منها غارديان The Guardian البريطانية و Wall Street Journal و Reuters تقريرا تعترف فيه أن العديد من الدول التي تعمل فيها الشركة، تعمد إلى وضع أسلاك على شبكة خطوطها الهاتفية، ما يمكنها من التنصت على جميع المكالمات إضافة إلى إمكان تعقب أمكنة المتصلين، معلومات جريئة استفزت العالم ممن يستقبلون خدماتها وأصيبوا بالصدمة بعد كشفها تلك الأنباء على العلن . لم تذكر الشركة حجم عمليات التنصت المستخدمة داخل 6 دول عرفتهم بوضوح، فى تأكيد صريح لحجم التجسس الخفي على عملاء فودافون داخل الدول التي تعمل فيها والتي يمكنها الدخول مباشرة إلى شبكتها للتنصت على مكالمات العملاء، هناك دول لا تسمح قوانينها الكشف عن مثل هذه الأمور الأمنية، لأن التنصت يستند إلى أسباب قانونيّة، وطبيعي أن القائمين على إدارة فودافون لم يغب عن ذهنهم قوة ردود الفعل المحتملة، فدعوا الحكومات إلى تعديل تشريعاتها، واستصدار تصريح قانوني بالتنصت على اتصالات العملاء، ما قامت به فودافون أثار الرعب بين مستخدمي هذه الشبكة العالمية، فالتجسس عبرالهواتف ومحاولات الاختراق مثل هاجساً كبيراً لدى غالبية مستخدمي الهواتف النقالة، فيما يؤكد غالبية الخبراء المختصين في أمن المعلومات أن انتهاك الخصوصية تزداد بالتزامن مع عدم قدرتنا على الاستغناء عن ثورة التكنولوجيا التي يشهدها الكون . في عصر المعلومات وبفعل وجود تقنيات عالية التقدم فإن حدود الدولة مستباحة بأقمارالتجسس والبث الفضائي، ولقد تحولت وسائل التجسس من الطرق التقليدية إلي الطرق الإلكترونية خاصة مع استخدام الإنترنت والموبايل الذكي وانتشارة عالميا، فالخطرلا يقتصر على محاولة اختراق الشبكات والمواقع ، لأن مخاطر هؤلاء محدودة وتقتصر غالباً على العبث أوإتلاف المحتويات والتي يمكن التغلب عليها. الخطر الحقيقي يكمن في عمليات التجسس التي تقوم بها الأجهزة الاستخبارية عبر الهواتف للحصول علي أسرار ومعلومات الدولة ومن ثم إفشاؤها لدولة أخري تكون عادة معادية ، أو استغلالها بما يضر المصلحة الوطنية للدولة، إلا أن فودافون تفوقت بإفشاء أسرار عملائها ، والتجسس على مكالماتهم الخاصة، وهنا تكمن الخطورة الأدبية الكبرى . ما قامت به فودافون أثار الرعب بين مستخدمي هذه الشبكة العالمية، فالتجسس عبر الهواتف ومحاولات الاختراق مثل هاجساً كبيراً لدى غالبية مستخدمي الهواتف النقالة، فمن الطبيعي أنه لاخلاف بالتنصت على أجهزة الهواتف المحمولة التي تقوم به الأجهزة الأمنية والرقابة الإدارية والجهات السيادية ، أما أن نكون مستهدفين ومراقبين في ممارساتنا اليومية بهذه السهولة التي أعلنت عنها شركة فودافون فلا أعتقد أن أحدا يرضى بذلك . آخر مبتكرات التجسس ما اكتشفه باحثون وخبراء في مجال الإنترنت أن مئات آلاف الفيروسات تم إرسالها لاستهداف أجهزة التلفاز المنزلية والثلاجات في المطابخ بحيث تتيح هذه الفيروسات لمرسليها التجسس على الضحايا في منازلهم ومكاتبهم‏، صرعة مبتكرة تهم زوجاتنا بالدرجة الأولى في مطابخهن، ما أروع زمن تكنولوجيا التجسس! وسلامتكم