17 سبتمبر 2025
تسجيلإن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ليست آية عصر ولا جيل ولا أمة ولا مذهب ولا قومية ولا بيئة ، إنها آية كونية للناس كل الناس وللأجيال كل الأجيال ( وما أرسلناك اإلا رحمة للعالمين )( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ) لقد بعثه الله للناس كافة وللعالمين أجمع وهو أعلم حيث يجعل رسالته ، فهو للعالمين وللناس في جميع الأزمان من يوم شرَّف الأرض ببعثته إلى ( يوم يقوم الناس لرب العالمين) وإن سيرته التي دونت أخص خصائص حياته وهي تقرأ بل ويجب أن يقرأها المسلمون لكي يتلمسوا الصواب في سيرهم إلى ربهم في معاشهم ومعادهم لا بد للزعيم من قدوة ولا بد للقائد من قدوة ولا بد للأحرار من قدوة جمع كل خصال الكرامة وقد تمثلت بأكمل صورها في سيرة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم . إن الأمم تعيش أجيالا على سير أبطالها الذين يلبون بعض حاجات المقتدين بهم في بيئة معينة وفي بقعة محدودة من الأرض وكلما ارتفع شأن البطل في مقياس الإنسانية كانت حياته أشمل وأطول فكيف بداعي السماء لأهل الأرض التي تشمل حياته كل كيان الحياة ومن هنا جاءت صفات الأسوة من بشر حاز كل صفات الكمال الإنساني على قسوة الظروف وقسوة البيئة التي نشأ فيها ومن هنا تكون الأسوة على خطوات هذا الرسول الإنساني( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ ) في مرضاة الله والوقوف في ساحة رضاه وابتغاء وجهه وبذا تكون السنة( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) إن محمدا الأسوةَ هو الذي صاحب العالم في الفترة اليقظة النابهة من تاريخ البشرية ، وكتابه هو السجل الباقي المستوعب للتعاليم المعصومة دون أن يصيبها نقص أو زيادة ، تلك التعاليم التي جمعت وصايا السماء من الأزل إلى الأبد وكتبت لها صيانة لم تؤثر عن كتاب في الأولين والآخرين فهي قد حفظها المؤمنون حرفا حرفا فضلا عن حفظهم إياها كلمة كلمة وآية آية وهذا هو المنقول المتداول. يا برهان الحق وسراج الحقيقة وشمس الهداية ووسيلة السعادة من صيرت ليل البشرية نهارا. وما مدحتُ محمدا بمقالتي ولكن مدحت مقالتي بمحمدٍ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين