10 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا لانستوعب الآخر ؟!

02 يونيو 2022

في علاقاتنا المتعددة، البعض منا يبحث عن مصلحته فقط ثم يتناسى متعمداً، وحتى في آرائنا وأفكارنا نحن نبحث عما نريد دون أن نقبل بالأفكار والآراء المخالفة لنا، ماذا لو استوعبنا الآخر وتقبلنا أفكاره وجعلنا من علاقاتنا نموذجاً يُحتذى وطبقنا أخلاقنا الإسلامية وتربيتنا العربية وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة. قد يعتقد بعضٌ من أعزائي القراء بأني أحاول أن أتفلسف وأستعرض مالدي من أسلوب في الكتابة، ولكن في الحقيقة إني أحاول جاهداً أن أوصل فكرة أعتقد لو طبقناها لتلاشت كثير من مشاكلنا وهمومنا اليومية. نحن في الغالب شبه عنصريين ونرفض الآخر، نتقبله من جانب شخصي ونرفضه عندما تنتهي مصلحتنا، كيف ذلك سأدلل عليه، نحن نتقبل ونُجل ونقدر طبيبنا المعالج الوافد ثم نرفضه في بعض حقوقه فنمتعض من امتلاكه لسيارة على سبيل المثال، وهناك من يُطالب بعدم قيادته لأنه يُسبب زِحاماً في الطُرقات ويُضايقنا في بلدنا كما يدعي. نتقبل ونحترم ونقدر أستاذنا الوافد الذي يُعلمنا وله فضل علينا ثم بعد ذلك نسلبه أبسط حقوقه، وهناك من يُطالب على سبيل المثال بعدم معالجته في المستشفيات الحكومية. ماذا لو ترجمنا تقاليدنا الإسلامية وتربيتنا وثقافتنا بشكل سليم وعدلنا المائل في ميزان عدالتنا الإنسانية، لماذا لم نستوعب الدروس والنصائح التي يُلقيها حكامنا ونترجمها على أرض الواقع؟ نحن أهل الدار ولابد أن يكون الكرم وحُسن المعاملة والتعايش من شيمتنا، فعند زيارة أي شخص لبيتك وديوانك فإنك تكرمه وتجله وتقدره، فكيف بزائر بلدك ومن علمك وعالجك وقدم خدمات جليلة لوطنك، فعندما نستوعب الآخر فإننا نعكس الوجه المشرق لبلدنا وتربيتنا وأخلاقنا، وهنا نعيش بلا قلق ولا حسد ولا ضغينه، فكل شيء مقسوم الرزق والسعادة وراحة البال، فإن كانت بلادنا قد استوعبت تلك الأعداد الكبيرة من الوافدين فلابد أن تكون قلوبنا كذلك، فنحن عرب جُبلنا على الكرم والطيب وحُسن الجوار والخُلق، والله من وراء القصد. @mesferalnais