14 سبتمبر 2025
تسجيلللمرة السابعة على التوالي ينتخب مجلس النواب اللبناني رئيسه نبيه بري 84 عاما الذي يوصف بأنه الحليف الأول لحزب الله الذي بات مستبعدا من مفضلات الشعب اللبناني والذي يرى أنه أسهم في إدخال لبنان متاهة سياسية واقتصادية لم تعد النجاة منها سهلة أو كما يتأمل اللبنانيون الذين وصفوا فوز بري بولاية سابعة للبرلمان بأنه تعميق لإلغاء العدالة التي لم تعد موجودة للأسف في بلد منهار في عملته واقتصاده بينما في المقابل تفضح المجلات العالمية المتخصصة في إحصاء ثروات المليارديرات في العالم وأشهرها مجلة فوربس عدد اللبنانيين المسؤولين الذين تتضخم ثرواتهم مقابل غرق الشعب في فقر مدقع ومفزع. فبـ 65 صوتا مقابل 23 ورقة بيضاء و40 ورقة انتخابية ملغاة من إجمالي 128 عاد حليف حزب الله على رأس البرلمان محطما آمال العديد من اللبنانيين الذين توقعوا أو حلموا بالتغيير في المشهد النيابي للبلاد بعد سلسلة من الأزمات الكبيرة التي مر بها لبنان منها انهيار المسار الاقتصادي والاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة ضد الحكومات المتواترة والانفجار الكارثي لمرفأ بيروت ورأوا أنهم بلا شك يستحقون الأفضل لمن يسير البلد ويخرجها شيئا فشيئا من عنق الزجاجة التي تكاد تختنق فيه ولكن جاء انتخاب بري الذي اعتاد أن يتبوأ المنصب بأغلبية مطلقة كل مرة من المرات الست الماضية إلا أنه هذه المرة كاد أن يفشل ونجح بصورة وصفها المراقبون بأنها (بطلوع الروح) وهذا دليل على أن حزبي الله وأمل وهما من يتزعمهما نبيه بري يفقدان شعبيتهما بصورة ملحوظة نظرا للاتهامات الموجهة لهما بأن لهما يدا في كل ما يمر به لبنان من أزمات جعلت عملته الوطنية تنهار بينما يفقد الشعب إيمانه بمعنى الحكومة واليوم يزيد إنكارا لها بعد أن تبادل آلاف المغردين اللبنانيين مقاطع من جلسة الانتخاب حيث تلا أحد النواب ما كتب على أوراق التصويت حيث ساد الهرج والمرج عند بدء فرز الأصوات بعد امتناع نبيه بري عن قراءة أوراق تضمنت عبارات لا تمت لسير الانتخابات بشيء وعُدّت ملغاة قانونيا منها عبارة (العدالة لضحايا انفجار المرفأ) في إشارة واضحة وغير قابلة للتمويه بأن هناك من عرقل مسار التحقيقات في الانفجار الذي لم يهز لبنان وحده وإنما العالم بأسره حيث وقع في المرفأ في الرابع من أغسطس 2020 وراح ضحيته العديد من الأبرياء ولم تجر التحقيقات كما تصاعدت الآمال حينها كما يشتهي اللبنانيون والعالم وطويت القضية كما طويت العديد مثلها ناهيكم عن عبارات أخرى كتبها المقترعون منها (العدالة للمودعين) في إشارة لاحتجاز ودائع اللبنانيين في المصارف تحت دعوى المحافظة على استقرار الخط المصرفي في البلاد وعبارة (لقمان سليم) والذي كان من أبرز الناشطين المعارضين لحزب الله قبل أن يتم اغتياله على يد مجهولين وتطوى التحقيقات قبل الكشف عن أسماء منفذي جريمة اغتياله وكل هذه وغيرها من العبارات التي جعلت بري في كل مرة يفرز الأصوات يصرخ (ملغاة) ليرد المغردون عليه من لبنان بل إن العدالة هي الملغاة في لبنان والديمقراطية هي الملغاة في قانون لبنان الذي يتربع النواب في برلمانه الشعبي لسنوات دون تغيير حتى أن بعضا من شباب الجيل الجديد سخر من انتخاب بري بقوله منذ أن ولدت ولم أر غير نبيه بري رئيسا للبرلمان ويتساءل (شو مافي في هالبلد حدن غيره)؟!. نتمنى للبنان أن يمضي ولكننا لا نود أن يموت واقفا فهو بلد عربي حيوي ويجب أن يتحول إلى أفضل مما هو فيه اليوم لأنه يحظى بدعم العالم كله وليس العرب وحدهم ويجب أن يكون التغيير من الداخل فقد عجز من هم بالخارج أن يحدثوا التغيير المطلوب فيه ولكن لا يبدو أن القادم أفضل وسط هذه التوقعات التي أعقبت نجاح بري ذي الـ 84 عاما للمرة السابعة في قيادة بلد سار للأسوأ منذ أن تعاقبت المرات السبع للأسف !. [email protected] @ebtesam777