14 سبتمبر 2025
تسجيل* رغم الضجيج حولنا ورغم الأحداث المتتالية ورغم دخول عام جديد تتحرك أيامه سريعا، رغم الوجوه التي غادرتنا والوجوه التي جاءت وحضرت وما خلفت خلفها من صور وما حملته عقولنا من ذكريات نظل نكررها لتبقى جزءاً منا لا يمكن أن يمر اليوم من دون أن يكون لتلك الذكرى مرور وعبور على شريط حياتنا ويومنا لنبتسم وذكريات نمارس معها الإقصاء وتركها في دهاليز النسيان بعيدا عن لحظات جميلة نعيشها رغم كل تلك الصور واللحظات التي مررنا بها وما يكون داخل إطار البرواز من ملامح نحبها وصور وأشياء وأحداث متتالية، نعود بعدها لنحضن الروح ونحملها ونهدئ من روعها وخوفها لنكون بالقرب منها وما يسليها من حروف ومشاعر وإحساس بها قبل أن تهرب بعيدا عنا وتغوص في أعماق النفس ولا نجدها بيننا وإن كانت تسكننا روحا غائبة!!. * النفس البشرية لا يمكن لها أن تعيش بعيدا عن الروحانية والسكينة والطمأنينة التي ينشدها البشر بصور عديدة من صمت وسعي للتأمل والتفكر وشحن الذات روحيا وجمالا ومحاولة الاقتراب منها والتعرف عليها من جديد. * تحتاج النفس البشرية إلى الاقتراب منها بحب يلون أعماقها بألوان فرح ينعكس صفاء روح وعين وصوت هادئ النبرات عندما ينساب هادئا من الأعماق، تحتاج النفس البشرية إلى وقفة معها، وقفة تأمل وصمت وبحث حقيقي لحاجاتها والإجابة عن تساؤلاتها لمحاولة عدم تكرار أخطائها وصدمات تعيق حركتها. * النفس البشرية تصاب بالجفاف وتحتاج إلى الإرواء والعناية بها من صور إهمال وتلون وجوه ونفاق! * النفس البشرية تبحث عن السكينة التي ترفع الروح فوق صغائر الأمور وعبث الأيام التي لا تهدأ إلا ببعثرة الأوراق وبعثرة الأفكار وتشتيتها! النفس البشرية البريئة السوية لا تعرف الخبث ولا سياسة اللف والدوران ولا أشكال خطط ولا رصّ وترتيب كلمات ولا تعرف التلون والتبرج بأشكال ماكياج! ولا تحقد ولا تحسد تتمنى الخير للغير وتفرح لهم. * النفس البشرية تعرف طريق الحق بنور البصيرة تلجأ إليه مهما حاول البعض تضليله وتغيير العنوان بلوحات مضللة وأرقام ! النفس البشرية يسكنها أب حازم وأم حنونة تعرف معنى الدفء والاحتواء ومعنى أنهم معها في أحلك الظروف والأيام، أب لا يغادر وينشغل وينسى وأم تغفل عن نفسها وحياتها لتعيش حضنا يحتوي بأمان كرحم سكن أول قبل الحياة. * النفس البشرية غالية على صاحبها وغالية على من معه، من يحبون هذه الروح من دون مصلحة ومن دون أغراض وأهداف إلا حب يسمو بصاحبها ويرتقي بفكره ونظرته وأمانيه. * تتسابق الأيدي للسلام والاحتضان وتتسابق الكلمات للتعبير والعزف على أوتار الحروف والمشاعر لتختار الجميل منها، بعفوية وتلقائية جميلة تعبيرا وحبا واشتياقا، هي كذلك الأيام ننتظر منها أن ترسل إلينا تلك الأرواح الراقية النقية التي إن حضرت أضاءت المكان بنور أرواحها وجمال فكرها وعظيم دعائها.. بإيمان وثقة بالله تسلي الروح الحزينة وتملؤها روحا منطلقة متفائلة تفتح ذهنها ويدها وقبلهما قلبها لكل طارق وقادم ينشد سلاما وحبا وطمأنينة وسلاما. * الروح الإنسانية الصادقة والراقية تحتاج بحَّارا ماهرا يدرك العنوان ويعرف كيفية الوصول وغواصا يبحر عميقا ليخرج لؤلؤاً يسكن محار لؤلؤ مشاعر حفظت بمكنونها سنوات عمر تحركت بين حركة ليل ونهار وبين سكون بحر وتطاول موج وثوران أعماق وبين تقلب فصول تنتظر صيفا وسكوناً للعودة للبحث والتنقيب والغوص من جديد. * آخر جرة قلم: الحياة تحتاج منا إلى نظرة بساطة وواقعية وتعامل راقي المشاعر والأحاسيس، وروح تنعكس جمالا على كل شيء دون صعوبة ومقاومة لأي شيء. الحياة كريمة تعطي وتقدم دروسا ومفردات وكلمات وتهدي خبرات من دون دفع ببطاقة ائتمان لمن يدرك قيمة وثراء كرم العطاء الذي لا يقدر بثمن وأثمان ! سيناريو القدر يرسم الطريق، ولوحة العمر بجمالية ندرك جمالها عندما تتضح الصورة وتكتمل. إحساس الإنسان بذاته واستيعاب هذه الذات وفهمها مفتاحا لفهم الآخرين وعمق تفكيرهم وإنسانية أخلاقهم. وجميل ومهم أن يرتفع ويرتقي الإنسان فوق صغائر العقول وعديمي الضمير. مجاورة الكبير خلقا وعلما وأدبًا وضميرا وإنسانيا يصيب جاره وصاحبه من كرم كل ذلك. ومعها ترتقي النفس وتهدأ وتثق أن الدنيا رغم سوداويتها وتلون ناسها… إلا أنها تحمل عليها الأنفس البشرية الراقية.. Twitter:@salwaalmulla