12 سبتمبر 2025

تسجيل

الكأس: إرث العالم

02 يونيو 2022

أن تعمل بجدٍ فهذا هو المطلوب وأن تجتهد في أداءِ ما يُسند إليك فهذا الأهم، لكن أن تُقررَ أن يكون عملك إرثاً لمسيرةٍ تبقى في ذاكرة التاريخ فهذا هو المستقبل المدروس بعنايةٍ والذي يليق بعقولٍ طموحها نقش أهدافها على الحجارة الشاهدة على معانقة الأحلام لسماء الواقع. أقلُ من ستةِ أشهرٍ تفصلنا عن أولِ نسخةٍ لكأس العالم تُقام في الوطن العربي، إنها النسخة الثانية والعشرون من البطولة التي تُقام كل أربع سنوات تتنافس فيها المنتخبات المشاركة لنيل شرف لقب الفائز بالبطولة الأكبر كروياً، تماماً كما نالت قطر شرف تنظيم هذه النسخة واعتبرتها كأساً عالميةً على أرضها للعالم أجمع متمنيةً للجميع أن يعيشوا أجواء من التنافس والسحر وسط ثقافتها العربية الأصيلة التي باتت رسالةَ حبٍ وسلامٍ وتطور تُطلقها عبر أثير الاستضافة التي تحمل معنى واحداً هو الود والترحاب بعبارة (أهلاً بالجميع في دوحة الجميع) هذه العبارة التي انطلقت عام ٢٠١٩ حيث افتتاح خليجي ١١ وما زالت تتكررُ مع كل حدثٍ عربي أو عالمي. لعل الحديث عن كأس العالم ليس وليداً للعد التنازلي الآن، إنما بدأ منذ تقدمت الدولة بملف استضافتها وفازت بشرف التنظيم في سباقٍ ضمن مجموعةٍ من الملفات في ديسمبر من عام ٢٠١٠، فمنذ ذلك التاريخ بدأت بوادر البنى التحتية والملاعب الخاصة بالبطولة تبعها بناءٌ وتخطيطٌ لاستقبال الحدث وجماهيره، حينها لبى الملف القطري لتنظيم الكأس في نسخته القادمة تطلعات الفيفا ومبادئه للتعاون ونشر ثقافة اللعبة بين الأجيال، وأحدث نقلةً نوعيةً في التحضير لتنظيم المونديال الذي يحمل تطلعات العقول الشابة ومستقبل فكر أبناء الوطن من مواطنين ومقيمين والمليئين بالعلم والرؤية. لقد بات الالتزام كبيراً بحجم هذا الحدث وعميقاً يتناسب والتحدي الذي أبهر العالم قريبه وبعيده، فكل ما ارتبط بهذه النسخة الاستثنائية بات هو أيضاً استثنائياً خاصةً تلك الجولة للنسخة الأصلية من كأس العالم التي جابت أماكن عدة في الدولة واغتنم الجميع الفرصة لإلقاء نظرةٍ قريبةٍ عليها وسط أجواء من الفرحة والإحساس بالتميّز الذي يشعر أنه جزءٌ منه، ناهيك عن اختيار قائمة الحكام في هذه النسخة والتي ضمت أسماء عربية وقطرية ومشاركة تاريخية للحكمات السيدات، وكأن هذه النسخة تُصر أن تجعل من نفسها استثنائيةً بامتياز من بداية خطوطها حتى واقعها، فهل يليق بهذه النسخة إلا أن تكون في دائرة الإبهار تماماً كما جاءت الصروح الثمانية في غاية الإبهار لتُمثل إرث الثقافة القطرية في شكلها بتصاميم تمزج بين عراقة التاريخ وتطور الحاضر ورؤية المستقبل. اذاً.. إنه الإرث الباقي لعشاق الساحرة المستديرة عامةً وللمشجعين القادمين لحضور هذه النسخة الاستثنائية خاصةً، وهؤلاء الذين تُمثل بطاقة هيّا الرقمية بوابة دخولهم واستمتاعهم بكأسٍ عالميةٍ لا تشبه ما قبلها من نسخ ولن تكون في مقارنةٍ مع ما بعدها من نُسخٍ، هي النسخة التي لم تترك تفصيلاً واحداً إلا ووضعت له قاعدةً متينةً وأساسا قويا، فأهلاً بالجميع لكأس عالميةٍ ستبقى إرثاً للعالم. [email protected]