26 أكتوبر 2025

تسجيل

البلد الذي بات حزينا !

02 يونيو 2020

أما وقد وقع ما نخشاه في اليمن من انتشار فيروس كوفيد 19 في جميع أرجاء الأراضي اليمنية فإننا لا نملك سوى أن نستودع الله هذا البلد العربي الكبير حجما والعظيم شعبا والفقير معيشة ومالا والتعيس رئيسا وحكومة والمحتل حوثيا إماراتيا سعوديا والمغلوب في أمره وشأنه من أن يفتك به فيروس كورونا وسط أجواء سوداء يعيشها اليمنيون منذ الخامس عشر من مارس من عام 2015 وتحديدا في فجر ذاك اليوم الذي أغارت السعودية والإمارات مع حلفائهما من بعض الدول العربية والإسلامية على اليمن وتحديدا على العاصمة الرئيسية صنعاء تحت دعاوى ظهر كذبها لاحقا إعادة الشرعية اليمنية والتي يمثلها ( هادي ) المحجور عليه في العاصمة السعودية الرياض منذ أكثر من خمس سنوات قضاها في سبات سياسي وفكري وحكومي لم يستيقظ منه حتى الآن بفعل فاعل يهمه جدا أن يبقى هادي على ما هو عليه ويظل رئيسا لدولة كرتونية ما عاد يمتلك حكما فيها إلا في مخيلته التي باتت واقعة تحت تأثير ( القات) الذي يحرص السعوديون على توفيره له على متن طائرة خاصة محملة منه من أثيوبيا وقد تبخرت أسباب هذه ( العاصفة الوهمية ) بعد أن ظهرت النوايا الحقيقية لها في احتلال شبه كامل للإمارات على عدن العاصمة الاقتصادية التي تتميز بغنى الموارد والموانئ مع بقاء الشعب في حالة فقر مدقع وعلى الجبهة الأخرى يسيطر الحوثيون الذين هم جزء من نسيج المجتمع اليمني بحسب التصريح التاريخي الموثق للمتلعثم عادل الجبير والذي حاول يوما تبرير هزائم التحالف داخل اليمن وعلى الحد الجنوبي المنتهك من قبل الحوثيين بإطلاق هذا الوصف عليهم في الوقت الذي كان السعوديون يحاولون التملص من وعودهم التي أطلقوها لإعادة هادي إلى قصر الرئاسة الجمهوري بوسط العاصمة صنعاء بمواربة باب الحوار مع الطرف الحوثي الذي أثقل كاهلهم بطائراته المسيرة التي كادت أن تصل لوسط قصر اليمامة في الرياض بعد أن فتت حصونهم حول أهم شركاتهم النفطية العالمية ( أرامكو ) بصواريخه التي أطلقها ورغم هذا فإن اليمن الذي لا يجب أن تكون حكومته أو الحوثي جزءا من معاناته باعتبارهما من الأسباب الرئيسية لهذه المعاناة إلا أن الشعب اليمني اليوم يعيش كوارث لا حدود لها وسط تجاهل تام وإهمال كامل من الجارة الكبيرة ( السعودية ) التي تعد حسب ترتيب أسباب هذه المعاناة الأولى فيها ومع هذا فإنها حاولت مزاحمة الإمارات في الاحتلال والاعتقال وفرض سيطرتها على المهرة وهي من أهم المدن الكبرى في اليمن عوضا عن مساعدة الشعب الذي يلقى اليوم إلى جانب انتهاكات الرياض وأبوظبي من تشريد وقتل وتهجير وفقر وكارثة تم اعتبارها في منظمة الأمم المتحدة الأسوأ عالميا في العالم الحديث وأمراض وأوبئة مثل الكوليرا وحمى الضنك والآن فيروس كورونا الذي جعل معظم المستشفيات خالية من الكوادر الطبية لافتقارها لأقل موارد العلاج والحياة فبات معظم اليمنيين الذين يشتبه بإصابتهم بهذا الفيروس يموتون ببيوتهم بعد معاناة كبيرة من المرض الذي بات ينتشر في عموم اليمن في ظل تواجد ما يقارب 400 جهاز تنفس صناعي كانت منظمة الصحة العالمية قد تبرعت بها لمستشفيات اليمن في وجود ما يزيد عن 30 مليون يمني في صنعاء فقط فهل هذا يكفي لشعب اليمن الممتد من حدود عمان وحتى الحدود المشتركة مع العظمى السعودية لا سيما وأن الكهرباء تنقطع بصورة دورية مما يجعل القلة الذين على جهاز التنفس يموتون خنقا وقد راودتهم أحلام اليقظة في أنهم سيعيشون ويتعافون من هذا الوباء ؟! فيا عرب اتقوا الله في اليمن الذي دمره إهمالكم قبل أن تكون غارات الرياض وأبوظبي سببا لهذا وسجلوا موقفا إنسانيا عظيما لدى الله ثم أمام شعوبكم التي لن تغفر لكم هذا التخاذل لشعب العظيمة بلقيس الذي كان متوجا وبات مخلوعا بفضلكم ! . [email protected]@ebtesam777