23 سبتمبر 2025
تسجيلحول تمثيل دولة قطر في القمم الثلاث الخليجية والعربية والاسلامية المنعقدة في مكة المكرمة، انقسمت الآراء ما بين مؤيد ومعارض كعادة أي حدث أو قرار وكل أدلى بدلوه وبيّن وجهة نظره بناء على الوضع السياسي المتزعزع القائم الآن بين دول الخليج، الذي بدأت سمومه مع الحصار الجائر على دولة قطر، فالاختلاف ظاهرة صحية ولا يفسد للود قضية، ونمط إيجابي للمجتمع المتحضر، ولا يمكن حجب أي رأى يكون العقل هو الحكم، فالحكمة ضالة المؤمن وكما قال الإمام الشافعي: " رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب. لذلك استوقفني الاختلاف في الآراء وتعدد وجهات النظر التي لا تخلو من الاستفسارات والأمنيات والاحباطات، هل ستعود قطر إلى الحضن الخليجي ؟ وهل هناك مبادرة للصلح وعودة المياه لمجاريها خاصة أن المنطقة الخليجية واقعة بين مطرقة وسندان إيران وأمريكا وتتطلب التكاتف والوحدة. وهل ستكون القمم الثلاث بمسمياتها ـ الخليجية والعربية والاسلامية ـ تفريجا لحل الأزمات التي تعاني منها الشعوب وأثرت على أمنها واستقرارها ومستقبلها ومازالت ؟ وهل فعلا ستمحو تلك المؤتمرات من القاموس الخليجي والعربي والإسلامي مصطلح الإرهاب المتداول في الخطابات السياسية والبحث عن حلول لانتزاعه، والقضاء على عناصره ؟ مجرد أسئلة لا تسمن ولا تغني من جوع كعادة المؤتمرات السياسية السابقة الطارئة تكون نتائجها وتقاريرها تحصيل حاصل لتضميد الجراحات وتخفيف حدة التوترات القائمة. فهناك أزمة خليجية حصار قطر نموذج وهناك أزمة عربية سوريا واليمن والعراق نموذج. وهناك أزمة دينية قضية القدس وصفقة القرن. وهناك أمريكا وفرضية قوتها واللعب بأوتارها لزعزعة الأمن والاستقرار واستنزاف الأموال لتحقيق مصلحتها وهناك ايران وأطماعها التوسعية وبسط نفوذها على المنطقة، فهل تكون هذه المؤتمرات في حجم التحدّيات التي تواجه المنطقة العربية والاسلامية بحيث تخرج عن الإطار البروتوكولي المعتاد ووضع آلية تنفيذ ما يصدر من قرارات عن هذه القمم على أرض الواقع ولا تكون مجرد بيانات تذهب أدراج الرياح وتكون كخفي حنين كما هي القمم السابقة. ولكن تبقى الدعوة الموجهة مباشرة من خادم الحرمين وبصورة رسمية إلى أمير قطر توجها إيجابيا، كما أن مستوى الوفد يتناسب مع طريقة الدعوة، فحضور رئيس مجلس الوزراء في المؤتمر، يدل على حرص دولة قطر على المشاركة لاستقرار المنطقة العربية والاسلامية، وهذا ما عهدناه سابقا، فالحضور يدل على التعقل والإيمان بوحدة المواقف والمصلحة العامة، فدولة قطر لم تتوانَ بالحضور لأي مؤتمر محوره المصلحة العربية والاسلامية وخدمة مصلحة الشعوب، وتعزيز مفهوم الحوار والتعاون للحفاظ على الأمن الإقليمي، كما أكد عليه وزير الخارجية القطري، وبالرغم من أن الحصار مازال قائما، وقطر مازالت متهمة بالإرهاب، وقطر هي سبب المشاكل والتوترات الواقعة في الدول، وانها سبب في شق الوحدة الخليجية، وما زال التجييش الاعلامي ضد قطر يبث سمومه، ويمارس أكاذيبه، إلا أن الدعوة وتلبية قطر يدل على الاعتراف بفشل الحصار. ونفي صفة الارهاب عنها، كيف تتم دعوة دولة ! يزعمون بأنها تمول الإرهاب لحضور مؤتمر لمكافحة الارهاب !! كيف يمكن معالجة التوترات السياسية في المنطقة ولملمة البيت الخليجي واعادة المنظومة الى عهدها من التماسك والمتانة، والأزمة مع قطر مازالت قائمة، وهي جزء من المنظومة الخليجية. وكيف معالجة الارهاب ومكافحته، وهم يمارسون الارهاب على شعوبهم وغيرهم، كيف يسمح بدخول وفد قطر إلى أرض مكة، بينما أغلقت أبوابها في وجه القطريين لممارسة المناسك الدينية، منتهى التناقض الذي يشوب السياسات الحمقاء التي تفتقد إلى الفكر السديد. قطر ستحضر أم لا تحضر، فهذا السؤال الذي شغل الرأي العام قبل انعقاد المؤتمر، حتى حضرت قطر بوفد رفيع المستوى لتضع حدّا لمَ يحرّض على عدم حضورها ومن يُزعم بأن قطر هي السبب في شق الصف الخليجي والعربي التي تتهم به، وبهذا المستوى الرفيع من الحضور تثبت قطر كما هي دائما مع وحدة الصف والعمل العربي المشترك. [email protected]