14 سبتمبر 2025

تسجيل

يسعدنا امتلاء المساجد في رمضان

02 يونيو 2018

الكثيرون غلبتهم الدنيا وزخارفها فهناك من نسي أن هناك خالقا وأنه محاسب، نعم عندما نجد المساجد شبه خاوية إلا يوم الجمعة تكثر بها خطوات المصلين نوعا ما، ونجد ذات المساجد يصطف مصلوها للباحة الخارجية من الازدحام في الشهر الفضيل. ماذا يعني هذا؟ أاستخفاف بالصلاة أم ببيوت الله؟  وعندما نرى المصلى في اماكن العلم والعمل شبه فارغ والمكان يعج بالمئات من المسلمين والمسلمات. ماذا يعني هذا؟ أاستخفاف بالدين أم بالإسلام، وعندما نسمع من كثيرين أن لديهم قضاء صوم الشهر الفضيل قد تصل للثلاثين يوما.. ماذا يعني هذا ؟ وغيرها من النواقص التي نتباهى بها كثيرا، ولكن العبث بأركان الإسلام كمن يعبث بأركان منزله الذي سيسقط حتما متى اختل ركن أو جانب فيه وللتذكير فقط "بني الإسلام على خمس: شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً".  نعم منظر المصلين في المساجد يفرح النفس بل يجعل القلب يطير فرحا من كثرتهم في رمضان ولكن أيضا "طالت الغيبة" أحد عشر شهرا!. نحن نسأل عمن يتقدم للزواج عن صلاته ولكن سهونا عن الصيام وحقوق الله في الزكاة والقيام فمن اضاع لله حقا كان لحقوق البشر أضيع، فتاة تطلب النصيحة "زوجي لا يصوم ويطلب أن أطبخ له وجبة الغذاء في رمضان فماذا أفعل؟" وآخر "ولدي نائم طوال اليوم ولا يفيق إلا وقت الإفطار فهل هذا صوم؟" وآخر يصرخ "بناتي يستخففن بصيامهن ويتناسين أنهن في الشهر الفضيل ولا يصمنه كاملا ولا يقضينه بحجة أنه فوق طاقتهن" كلها أسباب وحجج متعلقة بالحر والدوام وتعب في نهاره وتغيير أوقاته والمسلسلات حدث ولا حرج علاوة على الكسل والخمول الديني وبعض الأحيان الخجل من رفض دعوة زميل للقهوة.. ماذا؟ ماذا يحدث ونحن بلغنا من العلم ما بلغناه ونلنا من الشهادات ما حصدناه وبلغنا من الرقي والتقدم ما لبسناه، فأين ضاع الطريق إلى الله.. أين دور الأسرة والمدرسة ومراكز التحفيظ والإعلام والفقهاء.. أين ضاعت صفوف المصلين ولما خفت المقاعد من مراكز الدعوة والارشاد والمحاضرات وامتلأت مقاعد الهرج والمرج بها. كنا نرى الطرق والمتاجر واماكن التجمعات شبه خاوية في رمضان وخاصة وقت التراويح إلا اللهم من الأجانب، وبالأمس أراها ممتلئة بالمشترين وبالعرب وللأسف من ذوي الدشداشة والعباءة قد يكون الذهاب ضروريا احيانا لسبب ما ولكن الجلوس في الكافيهات والتمشي لماذا؟ تذكر أيها التائه عن طريق الله شهر عبادة لا يكفي أن يغفر ذنوب ما جرت بنية فعلها مرة أخرى، فليس الله تعالى بغافل عما تعملون.. وتذكروا "ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ".  الآن.. لنعد إلى الله قبل فوات الآوان وليكن شعارنا ليس فقط في رمضان وليس في العشر الأواخر "فما زال الرحمن رحمان فالطرق إلى الخير والبر كثيرة وعديدة فالطرق الى الخالق بعدد انفاس الخلائق".