12 سبتمبر 2025

تسجيل

الطريقة المثلی لإدارة الأفکار

02 يونيو 2018

بما أن الدراسات قد أثبتت ان الذهن البشري يمر بـ٦٠ ألف فکرة في اليوم الواحد، وان کل الافکار ليس ايجابيا، لذا نری الانسان المتزن يحاول دائما التحكم بأفکاره وليس العكس، أي تحکم الافکار بالانسان! لأن بعض الافکار مکون من الظنون ومبني علی الشکوك، أو فيه ايحاءات الشر، لذا علينا الاهتمام اللازم بتربية وتطويرالافکار الحسنة، واجتناب الافکار السيئة وتمييزها من الافکار الهادفة والبناءة. قد القي في جوف هذا الكائن المجهول والغامض الذي نسميه انسانا، أدوات ووسائل مٶثرة وحيوية، لا توجد في المخلوقات الاخری کالنفس والعقل والقلب، متمثلا بالروح التي تتحرك داخل الجسد المادي، وكما نعلم بأن الانسان خلق في أحسن تقويم وهذا يتطلب منه المسٶولية الانسانية والاخلاقية بشكل يليق برقي مرتبته وعظمة خلقه من بين كل المخلوقات. لذا نری ونقرأ في کتاب الله آيات شتی تأمر الانسان بالمعروف وتنهاه عن المنكر. لكن مع هذا وبما أن الانسان في صراع مستمر بين الخير والشر، فعليه ان يبحث ويكتشف الزوايا الخفية لهبوب عواصف الشر من داخله. بالتأكيد هذا المكان هو أغوار وأعماق النفس البشري، النفس الامارة بالسوء وليست المطمئنة، ومن الادوات المساعدة لتکوين النفس الامارة هو التفکير الخاطئ أو السيئ، الذي يبدأ في الاول من فکرة عابرة بسيطة أو وسوسة شيطانية، وبمتابعته والاصغاء له سيتحول الی نقطة الاهتمام والتحول. أحسن ما قرأته ولمسته للمعاملة المثلی مع العقل (أي مصدر الافکار) هو قول الامام الغزالي حينما يستخدم مصطلح (سلوك مسلك المضاد) أي السيطرة علی الافکار والتفکير السلبي بالخوض في أفكار ايجابية معاكسة تماما لتلك الافکار السلبية، هكذا نستطيع ان نتحكم بأفکارنا ونستعيد قوتنا الشخصية والعقلية ونتميز بالعقلانية ونتخلق بالحكمة والصلاح.