13 نوفمبر 2025

تسجيل

ابنُ الحاجبِ، العالمُ الثبت

02 يونيو 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُقْرِئُ الأُصُوْلِي الفَقِيْه النَّحْوِيّ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَان بن عُمَرَ بنِ أَبِي بَكْرٍ بنِ يُوْنُسَ الكُرْدِيّ، الدُّوِيْنِيّ الأَصْل، الإِسنَائِي المَوْلِد، المَالِكِيّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، المعروف بابن الحاجب، حيث كان والده حاجبًا للأمير عز الدين الصلاحي.حَفِظَ القُرْآنَ، وَأَخَذَ بَعْض القِرَاءات عَنِ الشَّاطِبِيِّ، وَسَمِعَ مِنْهُ "التَّيْسِيْرَ"، وَقَرَأَ بِطرقِ "المُبْهِجِ" عَلَى الشِّهَاب الغَزْنَوِيِّ، وَتَلاَ بِالسَّبْع عَلَى أَبِي الجُوْدِ، اشتغل بالعربية والقراءات، وبرع في علومها وأتقنها غاية الإتقان، ثم انتقل إلى دمشق ودرس بجامعها في زاوية المالكية، واكب الخلق على الاشتغال عليه، والتزم لهم الدروس وتبحر في الفنون، وكان الأغلب عليه علم العربية.ومن علماء عصره الذين أخذ عنهم: أبو محمد قاسم بن فيرُّه، وهبة الله البوصيري، وأبو الحسن الأبياري، وأبو الفضل الغزنوي.كانَ مِنْ أَذكيَاء العَالِم، رَأْساً فِي العَرَبِيَّة وَعلم النَّظَرِ، تتلمذ على يده جمع من الطلاب، وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَصْحَابُ، وَسَارَتْ بِمُصَنَّفَاتِهِ الرُّكبَانُ، وَخَالَفَ النُّحَاةَ فِي مَسَائِلَ دَقِيقَةٍ، وَأَوْرَدَ عَلَيْهِم إِشكَالاَتٍ مُفحِمَةً.ومما قيل في ترجمته:أبو عمرو بن الحاجب فَقِيْهٌ، مُفْتٍ، مُنَاظر، مُبَرِّز فِي عِدَّة عُلُوْمٍ، مُتَبَحِّرٌ، مَعَ دينٍ وَوَرَعٍ وَتَوَاضُعٍ وَاحتمَالٍ وَاطِّرَاحٍ للتكلف.قَالَ عنه ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ مِنْ أَحْسَن خلق الله ذِهْناً، جَاءنِي مرَاراً لأَدَاء شهَادَات، وَسَأَلته عَنْ موَاضِع مِنَ العَرَبِيَّة، فَأَجَابَ أَبلغ إِجَابَة بِسكُوْن كَثِيْر وَتثبُّت تَامّ.ومن تلاميذه الذين أخذوا عنه العربية: الرضي القسطنطيني، والموفق محمد بن أبي العلاء النَّصيِّبي، ووغيرهم.أما عن مصنفاته فقد ترك ابن الحاجب للمكتبة العربية مجموعة من المصنفات النفيسة في الفقه وأصوله، وفي العقيدة وفي النحو والصرف والعروض، منها: الكافية، وشرح الكافية، والشافية، وشرح الشافية، والإيضاح في شرح علل المفصل، والأمالي النحوية، وإعراب بعض آيات القرآن، ورسالة في الشعر، والمسائل الدمشقية، والمقصد الجليل في علم الخليل، وجامع الأمهات في الفقه المالكي.ومن أجلِّ مصنفاته (الكافية) حيث أفاد كثيرًا في تأليفها ممن سبقوه في العربية؛ فجاءت فريدة من نوعها، عظيمة المنزلة بين قريناتها من علوم العربية. يبدو ذلك مما حظيت به من الشروح الكثيرة التي دارت حولها، كما نظمت وشُرح النظم، وعلق على شروحها حواشٍ، وأُعربت، ولخص بعض شروحها. وعدَّ بعض الباحثين المعاصرين ما يربو على مائة شرح لها؛ الأمر الذي يؤكد عظم هذا المصنف النفيس.وقد وافاه الأجل يرحمه الله فِي الإِسْكَنْدَرِيَّة في السَّادِس وَالعِشْرِيْنَ مِنْ شَوَّال سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ.