14 سبتمبر 2025
تسجيلمن دواعي سروري حضور الدعوة الكريمة للقاء التشاوري لمعالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس المجلس الأعلى للتعليم، مع نخبة من السادة الوزراء وقيادات تربوية وعدد من الإعلاميين وأولياء الأمور، وكان الهدف الرئيسي من هذا اللقاء المثمر تسليط الضوء على أهم التحديات التي تواجه مسيرة التعليم في ظل الطفرة الاقتصادية والثقافية التي تعيشها الدولة وتسليط الضوء عليها ومحاولة رصد كافة العقبات من كافة الزوايا وايجاد حلول سريعة وتخطيها بشتى الطرق التربوية وإضافة إلى عرض أهم الإنجازات التربوية التي حدثت بالمجلس خلال الفترة الماضية من قبل سعادة وزير التربية والتعليم، ومحاولة معالجة كافة التحديات، والتي تم رصدها باللقاء التشاوري الأول وما سوف سيتم إنجازه على مدار الفترة القادمة، ولكن أهم ما لفت الانتباه في بداية اللقاء، وهي كلمة معاليه، والتي شملت كل الأمنيات التي نأمل جميعا الوصول إليها ابتداء من رؤية الدولة إلى الطلاب وأولياء الأمور، وهي مختصرة، ولكن لها مدلول يشمل كافة الجوانب، وهو الوصول إلى تعليم جيد وصحي ذي مخرجات مثمرة تعود بالنفع العام على الدولة، وليس بشخص بعينه، وذلك من خلال إعداد الأجيال بشكل جيد للمستقبل وكل ذلك نابع من قيادة الدولة نفسها، وبناء على ذلك، فحتى تتحقق هذه الأمنيات على أرض الواقع، ولدينا دعم مادي ونفسي من الدولة، فنحن بحاجة إلى تكاتف الجميع من داخل المنظومة التربوية وكافة الكوادر التي تعمل بها والأسرة والإعلام في آن واحد، وفي المقام الأول القضاء على كافة الأحزاب الداخلية وتركيز المجلس والدولة على هيبة المعلم بصورته الحقيقية ليس فقط من الجانب المادي، ولكن بدوره الحقيقي داخل المنظومة التربوية وتأثر الطلاب به أكثر من أسرته ومن زاوية أخرى بحاجة إلى رؤية واضحة وقوانين تحفظ للمعلم حقوقه أمام الخلافات المدرسية والأسرية، ومن المؤلم أن نرى هذه الأيام ما يحدث للمعلم من إيذاءات في الإعلام بشكل عام والأسرة تتباهى بهذا الجانب وليس لديها الوعي الكافي بما تصنعه من هدم للقيم التربوية والاجتماعية لمكانة المعلم في نفوس أبنائهم، ونحن لا نستطيع أن نغفل بعض التجاوزات لبعض المعلمين في الأسلوب والمعاملة، ولكن يمكن حلها بطرق إيجابية لا تهدم مكانة المعلم وتحفظ حقوق الطلاب في آن واحد، وأن يكون هناك دور قوي للإعلام بتسليط الضوء على الجوانب الإيجابية بصورة تعزز العملية التربوية، فضلا عما نراه اليوم بصورة كبيرة وإضافة بحاجة ماسة إلى تعزيزالقيم الثقافية والتربوية للتعليم وأهميته في الارتقاء بالدولة والمجتمع؛ لأن ذلك يتضارب بالدرجة الأولى مع الانفتاح الاقتصادي والتنكولوجي وزيادة ثقافة الاستهلاك لدى الطلاب والأسرة وفقد الطالب القيمة الفعلية للتعليم وأهميته مادامت كافة متطلباته المادية متوافرة له وبسخاء والأسرة أكبر داعم له في هذا الجانب من خلال الرفاهية المطلقة والتركيز على الجوانب المادية والاستهلاكية أكثر من ثقافه التعليم منذ طفولته وما يتبعها في آن واحد التحديات التي تواجه التعليم من خلال المنظومة التربوية والنهوض بالتعليم حتى يواكب المعايير العالمية، ولذا فأهم التحديات التي نواجهها الآن هي الفجوة الثقافية ما بين التعليم والقائمين عليه والأسرة والإعلام، وهنا نأمل دور وزراة الثقافة والفنون والتراث بكثافة، وذلك من خلال دعم الجانب الثقافي والتوعوي منذ المراحل الأولى للطلاب حتى الوصول إلى المراحل الجامعية والتركيز على القيم الثقافية وطرح برامج هادفة تتناسب مع مراحلهم المختلفة وتعزز الجوانب الثقافية بما يتناسب مع ثقافة الأجيال الحالية والتركيز على الشخصيات التى أثرت المنظومة التربوية والثقافية، وكان لها شأن ومساهمات كبيرة فى المنظومة التربوية والثقافية، ولا نغفل دور مركز التراث والفنون والهوية بربط القيم الوطنية والتربوية فى آن واحد وأيضا من خلال برامج محفزة بأهمية ودور التعليم لبناء الوطن وعلو الأمة لن يأتي إلا من خلال التعليم وربطة بحب الوطن وليس التعبير عن هذا الحب فقط من خلال الشعارات ورفع الأعلام بالأعياد الوطنية، ولكن بالتسلح بالعلم وتسخير موارد الدولة في إعداد عقول شبابية قادرة على تكملة مسيرة التنمية التي تطمح إليها الدولة ولا نغفل دور مؤسسات المجتمع المدني ودورها الحيوي في طرح العديد من برامج التوعية الكافية بدور التعليم وأهميته للارتقاء بهذه المؤسسات وتكثيف الضوء على الأسرة في ترسيخ عوامل الدوافع المعنوية والنفسية في نفوس الأبناء بأهمية التعليم ودوره في تغيير مسيرة الدولة للأفضل ونهاية المطاف وكما تفضل معاليه بأننا لا نملك عصاة سحرية للتغيير السريع، والذي يرضي الجميع، ولكن هناك تغييرات حدثت وسوف تحدث للأفضل، ولكن بتعاون وتكاتف الجميع، وذلك لأن التعليم قضية من أهم القضايا التي تمس كلا منا في الأسرة والمجتمع، وهموم التعليم والثقافة مسؤولية مشتركة تحتاج للدافعية وتكاتف الجميع، ونحن قادرون على الارتقاء والأفضل.