19 سبتمبر 2025
تسجيلما أن فتحت الباب حتى رجع بي الزمن إلى الماضي العريق وتذكرت جداتي رحمهن الله حين وجدت نفسي بين مجموعة من الأمهات والجدات يتجاذبن اطراف الحديث ويتناولن المشروبات، والفطور الشعبي (البلاليط — العصيدة — الخنفروش.....). لقد زرت مقعد الضحى بدعوة كريمة من الإدارة النسائية في مؤسسة راف التي سخرت جميع امكاناتها لافتتاح أول فرع في مدينة الدوحة بعد النجاح الباهر لمقعد الضحى في مدينة الخور الذي انطلق بمبادرة ايجابية من مركز قدرات للتنمية بالخور منذ اربع سنوات مضت، وهو يهدف إلى الاهتمام بالأمهات والجدات وشغل أوقات فراغهن ورفع معنوياتهن، ودمجهن في المجتمع. فعاليات مقعد الضحى لم تقتصر على تبادل الحديث فقط بل بادرت إحدى الجدات بشرح محتويات صندوق الدزة (تجهيز العروس ) وكم كانت سعيدة وهي تشرح لنا أنواع الملابس وتستعرض الحلي (الذهب) وتناقش الحضور في مسمياتها (المرتشعة — طاسة السعد.....) كما استعرضت احدى الجدات أنواع الخياطات في المساند. واقتربت من إحدى الجدات التي ابهرتني بحفظها لابيات شعرية ومن هذه الأبيات: شَّدَوا الضَّعاين يا فهد من يوم الاثنين شدوا بِخِلى ورْحَلوا يا حرِ فرقاه مسكين يا ولد الهوى من فَجْعَة البين قلبه على جمر الغضا والنار تصلاه وصرحت لي أم خليفة إحدى الأخوات المتطوعات المشرفات على المقعد بمجموعة من خطههن المستقبلية مثل توثيق المعلومات واصدارها في كتيبات — إقامة حلقات ذكر — تعليم الأمهات الأسماء والأرقام. وتثقيف الأمهات ببعض الأمراض (السكر — الضغط....) وايضا ترتيب رحلات برية (كشته) ورحلات بحرية، وزيارة دار المسنين. وفي نهاية اليوم تم توزيع الجدات على مجموعات (لها اسماء تراثية) استعدادا للأسبوع القادم حيث كل مجموعة لديها مشروع أو خطة (تجهيز العطورات) (تعليم نوع من انواع الخياطات تعرف بالتلي) (حفظ قرآن). وفي نهاية العام يتم استعراض جميع هذه الانجازات في معرض. المشروع باختصار أكثر من رائع اعجبت جدا بالمقعد وبتفاعل الجدات وبكل مافيه من فعاليات تراثيه تحيي التراث القطري في زمن اكتظ بالتكنولوجيا. وأنا من هذا المنبر أوجه دعوة لأمهاتنا ولأخواتنا المتقاعدات القطريات لزيارة مقعد الضحى كل يوم أربعاء من الساعة 9 — 12 صباحا نأمل: 1 — نشر مثل هذه المقاعد الهادفة في مناطق الدوحة المختلفة كي تستقطب الجدات والأخوات المتقاعدات وشغل اوقات فراغهن. 2 — وجود مجالس مشابهة للرجال (كبار السن والمتقاعدين) للاستفادة من خبراتهم. شذرات: كل الشكر والتقدير لمركز قدرات للتنمية بالخور ولمؤسسة راف (الإدارة النسائية) ولجميع الأخوات المتطوعات المشرفات على المقعد. كما أوجه بطاقة حب إلى أمهاتنا وجداتنا اللاتي تشرفت بمعرفتهن في مقعد الضحى مع أصدق دعواتي بإن يمد الله في أعمارهن ويمتعهن بالصحة والعافية