24 سبتمبر 2025

تسجيل

حادثة مؤلمة وزيارة كريمة

02 يونيو 2012

يوم الإثنين الماضي كان يوماً حزيناً، غمر الألم نفوس كل من يعيش على هذه الأرض مواطناً كان أو مقيماً أو حتى زائراً، فالذي حدث لم يكن شيئاً متوقعاً في بلادنا الغالية التي نعيش فيها بأمن وأمان، فهي توفره لمن يسكنها، وتصدره للغير، وتهدف للسلم والأمن في كل أنحاء العالم. نعم كان ذلك اليوم، الذي فزعت فيه القلوب،ـ وكادت أن تتوقف من الصدمة ما بين مصدق ومكذب للذي حدث. فالأمر جلل، والضحايا أطفال أبرياء أمنت عليهم أمهاتهم في تلك الحضانة الصغيرة وذهبت كل واحدة منهن لشأنها وهي تدرك أنها وضعت أبناءها في أيد أمينة ومكان آمن وغفلت عما قد يحدث بسبب إجراءات السلامة وتجنب الخطر، خاصة في تلك المجمعات التجارية المفروض فيها قبل أن توفر السلع أن توفر كل وسائل الأمن، تلك المجمعات التي أصبح البعض يتسابق لإقامتها، ممن يملك المال ويسعى وراء الربح والربح فقط! مغمضاً عينيه عن أهمية أن يوفر فيما أقامه كل ما يسعد الناس ويبعد عنهم الخطر ويحقق لهم السلامة والأمن، ناسياً أو لاهياً أن يصدر تعليماته المستمرة للقائمين على المجمع بالتفتيش الدوري على إجراءات السلامة الأجهزة الأمنية، أو قد يكون أعطى صلاحية هذا الأمر لهم، وكلفهم بمسؤولية كل ما قد يتعلق لذلك المجمع من احتياجات سواء في أمور السلامة أو الطوارئ، فأهمل من كلف بذلك، مما قد نتج عنه ما لا يحمد عقباه. لقد انتهت حياة الأطفال ورغم أنها مشيئة الله تعالى وقدره، ولكن هناك سبباً لمثل ذلك الحريق الذي أحرقت فيه الحضانة وبداخلها أكثر من عشرين طفلا ومدرسات راحوا في غمضة عين. إن هذا الحادث المؤلم، قد كشف عن الكثير من الأمور التي من البديهي توافرها في تلك المجمعات التجارية، إجراءات السلامة والأمن، وجود مخارج للطوارئ مع وجود تفتيش على صلاحية أجهزة الإطفاء والأمن بشكل دوري يؤكد فعاليتها وقت الأزمات، بالإضافة إلى أهمية وجود وحدة إسعاف داخل المجمع تضم كوادر قادرة على الإسعافات الأولية، ووحدة إطفاء لأي طارىء، خاصة أن تلك المجمعات تضم العديد من المطاعم التي تحتوي على المواقد، ناهيك عن أهمية الحرص على ألا تكون هناك أي زاوية في المجمع لا يوجد لها مخرج طوارىء كما حدث للحضانة المكنوبة كما أنه قد كشف عن قصور واضح في كل ما سبق إضافة إلى الإدارة (الحكيمة) لوسائل الإعلام سواء المرئية أو المسموعة التي لا تعرف معنى استراتيجية إدارة الأزمات وكيفية التصرف فيها مما أوقع الناس في الكثير من الشائعات، حيث كانت تلك الوسائل في سبات وعالم آخر من التسلية والناس تحترق، والأمر الأكثر غرابة أن نجد الجزيرة المشهود لها بالسبق الصحفي في الكثير من الأحداث العالمية ومتابعة تلك الأحداث لحظة بلحظة، وتغيب مأساة مجمع فلاجيو عن تلك القناة رغم أنها (من قطر). إننا نتوجه إلى الله عز وجل بالدعاء بالرحمة للأطفال الأبرياء والمدرسات وشهداء الواجب وألهم الله عز وجل أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وهو القادر على كل هذا. ولا شك أن زيارة سمو ولي العهد الأمين لتقديم التعازي لأهالي الضحايا ومواساتهم لهي لفتة كريمة ورحيمة تدل على مدى أصل هذه القيادة الحكيمة بقيادة صاحب السمو الأمير المفدى وسمو ولي العهد، وحرصها على أمن وسلامة كل من يعيش على أرض قطر وتوفير كل وسائل الراحة والترفيه لهم، وانها لن تتساهل، كما قال سمو ولي العهد مع كل من يعبث بمقدرات هذا الوطن، وكذلك مع المقصرين في توفير الأمن والسلامة في أي مكان يتسبب في وجود حوادث مؤلمة، ولا شك أن كل من يعيش على هذه الأرض يدرك أن قطر تهدف إلى السلم دائماً، وانها أكثر الأماكن أمناً في العالم وكل من يعيش فيها ولو لفترة قصيرة يدرك ذلك ويهنأ براحة لا حدود لها. حفظ الله قطر وشعبها وعلى رأسهم صاحب السمو أمير البلاد المفدى وولي العهد الأمين، وأبقاها دائماً واحة الأمن والأمان، ورد كيد أعدائها في نحورهم، وهدى الله كل المقصرين في حقها.