15 سبتمبر 2025
تسجيلأكاد أجزم بأن ما بات حديث المجالس الخليجية اليوم بعد تفجر أحداث غزة المؤلمة، هو موقف الدول المطبعة مع إسرائيل وكيف ستواجه هذا الموقف، ليس لإنكاره لربما ولكن يبدو أن الوقائع تثبت يوماً بعد يوم أن الصمت عن نصرة غزة هو ما أصبح حقيقة الآن، رغم أننا في قرارة أنفسنا نرفض أن تكون هناك علاقات بأي شكل من الأشكال مع هذا الكيان الغاصب المحتل لأرضنا العربية في فلسطين، فقد تربينا منذ الصغر على أن إسرائيل عدو لنا وأن لنا أرضاً عربية مسلمة واقعة تحت احتلال إسرائيلي دخيل على أمتنا، ومع أننا نشأنا على هذا المفهوم فإن أجيالنا الحديثة لا تكاد تعرف عن هذا العداء شيئاً، بل إن اسم فلسطين يبدو غريباً على أذهانهم الصغيرة والأغرب منه اسم إسرائيل الذي لا يعرفون عنه شيئاً، ولكن إلى متى سيظل هذا المفهوم مترسخاً في أذهاننا نحن؟!، وإلى متى سيجهل صغارنا كيف يمكن أن يتحول هذا العداء إلى صداقة تدرجت من تعارف إلى اعتراف وإعجاب وعلاقة وتواصل وتطبيع؟!، فالتطبيع العربي الإسرائيلي باق وممتد، وقد يكون هذا الحال نفسه عند البعض الآخر التي ترى التطبيع واقعا مؤجلا إلى حين، مع الأخذ في الاعتبار أن الرضا الأمريكي هو من رضا إسرائيل ومحاولة بعض العرب انتزاع صفة الاحتلال عن إسرائيل!. ونأتي إلى قطر لكي لا يقال ما قيل في العرب وتظل قطر بريئة مما قيل، فكلنا يعلم أن قطر كانت وما زالت العون العربي والخليجي الذي يكاد يكون الوحيد لشعب فلسطين ولا سيما غزة المحاصرة منذ أكثر من 17 سنة من قبل الكيان الإسرائيلي الغاصب، واسم فلسطين لا يزال حاضراً في خطابات قطر الدولية وعلى منصات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمؤسسات الحقوقية العالمية، ومع هذا فقطر تعلم أن التواصل مع إسرائيل لحل الدولتين وإنهاء الاحتلال يجب أن يمر من القنوات الإسرائيلية المدعومة من الدول الأوروبية الكبرى ومن الدول الخمس ومن الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، وإن كانت بعض الدول العربية ترى إسرائيل دولة مستقلة لها كيانها الواحد فإن قطر ولله الحمد لا تزال ترى إسرائيل كياناً محتلاً لدولة مغتصبة اسمها فلسطين، ولذا لا عجب إن رأينا قنوات هذا الكيان تشن حملات ممنهجة ضد قطر وباركت أي هجوم يطال الدوحة، موضحة أن كل الحضور من مشجعين إسرائيليين في الفعاليات الكبرى التي تستضيفها قطر إنما هو من أساسيات الاستضافة التي لا تدخل الدوحة ضمن اختيار من يشارك فيها كما حدث في كأس العالم الذي استضافته بلادنا رغم الاعتراض من وجود ممثلي هذا الكيان بيننا، ودور الدوحة الواضح في الصلح بين الفرقاء الفلسطينيين، ومثلها سلطنة عمان التي تسعى هي الأخرى لفتح قناة جديدة لإحياء عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، لذا أخبرناكم ألا تزايدوا في مواقف قطر من القضية المصيرية والأولى لنا، ولا تضعوا اسم قطر في الخانات المظلمة أو المريبة لكم، لأنكم بهذا تقارعون الكبار التي تحتل قطر الصف الأول لهم، وتبقى في النهاية إرادة هذا الشعب الفلسطيني والذي يبتسم أبناؤه لحظة اعتقالهم نصرا حقيقيا يدمر لدى إسرائيل لذة النصر. فلسطين ستبقى عربية في عيوننا دائما.