16 سبتمبر 2025
تسجيلنستغرب من نوعية من البشر لا بشر! نوعية من بني آدم تنعدم وتغيب معنى المشاعر والإنسانية من أرواحهم وتعاملهم وعقولهم ! يعيشون وفق مصالحهم ووفق غاياتهم وأهدافهم ولا يعتبرون ويلتفتون لمشاعر وعلاقاتهم مع الآخرين إلا وفق ما يخدم اهدافهم ويصلون بسرعة لتحقيقها !نعيش زمنا غريبا وعجيبا! الأدوار الحقيقية للبشر غابت.. قلّ أن نجد أمّاً تقوم بدورها خوفا من الله في أبنائها وبضمير أم! وقلّ أن تجد أبا يقوم بدوره التوجيهي والتربوي والأبوي لأبنائهم! أصبح الزواج مؤسسة شكلية ووجاهة ومؤسسة ناقصة وغير فاعلة للمجتمع بمخرجاتها وأصبح التلفظ بالطلاق والمطالبة به من السهولة! افتقدت هذه المؤسسة المهمة للصبر وللمبادئ والقيم لاستمرارها ودورها في المجتمع. أصبح المجتمع يعيش تذبذبا وعدم توازن في ميزان علاقاته وأدواره! أصبح فيه سيطرة المادية والأنانية والمصالح الغالب والمسيطر! سيطرة الأنانية والمادية في الشخصية وسيطرتها في كل مكان ودور.. سبيل للهدم والضياع…وضياع الأدوار الحقيقية لأفراد المجتمع.. أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي من تربي ومن توجه وهي القدوة للأسف! … قدوة هشة ومزيفة.. قدوة سراب أو بنيت بالرمال.. هذه القدوة الزائفة عندما جعلها الناس للأسف لمشاهير التواصل الاجتماعي الاهمية والحضور والتأثير.. للأسف نماذج متدنية وسطحية تظهر في السناب شات والتوك تك والإنستغرام لتنصب ذاتها مرشدا اجتماعيا وخبيرا نفسيا ومربيا ومعلما وشيخ دين! وهناك من توج ذاته خبيرا إعلاميا واقتصاديا ومحللا سياسيا …! نماذج كثيرة تعلو وترتفع ويرتفع سعرها وقيمة دقائق إعلاناتها.. وعدد ما تتلفظ به من كلمات لا قيمة ولا معنى لها على حساب سفهاء العقول.. من غاب عنهم القدوة الحقيقي، ومن غاب عنهم دور الاب والام الذي يوجّههم التوجيه الصحيح. غاب عن التربية معنى ومبدأ الثواب والعقاب والحساب..ترك تقرير المصير واتخاذ القرار على الغارب ومن منطلق الحرية الشخصية الزائفة..! وترك مصير حياتهم ومستقبلهم يجدونه من سفهاء التواصل الاجتماعي المزيفين ومن يرتدون أقنعة ويخلعونها حسب الدور ! ويحفظون كلمات أو يقرأون كلمات أمامهم عل وعسى يجذبون السذج من العقول وضعاف الشخصية للسيطرة عليهم وسحب أموالهم والله ما يكون في هذه الوسائل الاجتماعي موجع للقلب ومؤلم للنفس ومرهق للفكر …! وما نسمع عن قصص تحدث خلف أسوار المنازل وقصص في المدارس وما يصل منها للمؤسسات الاجتماعية والرسمية مؤلم ومخيف..! التربية المدرسية والتربية المنزلية والصحبة الصالحة ووجود الجيران وقربهم وإن غاب من زمننا معنى الجيرة التي ظن فيها الرسول صلى الله عليه وسلم من وصية جبريل عليه السلام أنه سيورثه.. وغياب دور المسجد التربوي.. آخر جرة قلم: أهمية اختيار الزوجة والتي ستكون أمّاً صالحة واختيار الزوج الصالح الأمين من سيكون بصدق زوجا وأبا وناصحا.. الأم والأب دورهما التربوي والتوجيهي بالحوار والنقاش ومصاحبة أبنائهم ومرافقتهم والخروج معهم، والتعرف على اصدقائهم وزيارتهم الدورية للمدرسة… وتخصيص الوقت للسفر والنزه.. والزيارات العائلية وكل ذلك تحت مراقبة واعية وناصحة.. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم السكوت لصور وأخطاء خادشة للحياء وللدين وعادات المجتمع.. بإنكارها ورفضها أياً كان مكانها واقعا امام الشخص أو في وسائل التواصل الاجتماعي.. كل ذلك كفيل أن توجد أجيالا صالحة وتعيش بضمير ووعي.. أجيال تبني المجتمع وتحقق الدائرة الأكبر للمجتمع.. وللوطن وبنائه وتقدمه بسواعد أبنائه وشخصياتهم الواعية والواثقة والقوية..