15 سبتمبر 2025

تسجيل

أرواح الناس في أعناقكم يا أشغال!!

02 مايو 2023

رغم عدم وصولها إلى الرضا التام من قبل العملاء من المواطنين والمقيمين إلاّ أن حجم المهام الضخمة الموكلة على عاتقها يضعها في دائرة الضغط والمسؤولية، فلا ننكر أن إشرافها على تصميم وإنشاء وإدارة مشاريع كبرى للطرق والصرف الصحي والمباني العامة من مستشفيات ومدارس يضعها تحت هذا الضغط، ومع تطلعاتها لمستقبل زاهر وطموح تظل هيئة الأشغال العامة " أشغال " مُلزمة بتطوير بنية تحتية ضخمة من شأنها دعم النمو الاجتماعي والاقتصادي للدولة. وترتكز استراتيجية " أشغال " على أربعة محاور أساسية على رأسها الصحة والسلامة، وتحقيق التميز، وتطوير القدرات، والعملاء وأصحاب المصلحة، كل ما سبق ليس من وحي قلمي وما سطرته أناملي وإنما ما عرّفت به أشغال نفسها للجمهور، والذي يتناول في أهم ما جاء فيه حرصهم على تحقيق السلامة والتميز، وكلاهما لا يتأتى بعنصر واحد دون الآخر وإنما كلاهما مكملان لبعضهما البعض، فلا تميز إلا بتحقيق السلامة ولا سلامة إلا بالوصول إلى درجة التميز! ولأن أرواح الناس تأتي في أولوية تنفيذ كل مشروع لضمان الحفاظ عليها وعدم تضررها، فلقد تم افتتاح العديد من الطرق والتقاطعات الحيوية التي يرتادها المئات والآلاف من قائدي المركبات دون أن يتم تركيب كاميرات مراقبة ورادارات بالتنسيق بين أشغال ووزارة الداخلية مما كانت أهدافاً مرسومة لدى كل مستهتر وطائش، تمخض عنه تزايد حوادث الدهس والتصادم الذي أدى إلى وفاة البعض وإصابات بليغة للكثير من قائدي المركبات ومرافقيهم، كل هذا يحدث دون أدنى مسؤولية من " أشغال " وعدم إدراكهم بأن افتتاح الطرق والجسور والتقاطعات ليست أهم من أرواح الناس التي فُقِدت بسبب عدم تركيب كاميرات مراقبة ورادارات تحد من حالات الاستهتار لدى بعض من لا يلتزمون بأنظمة وقوانين المرور! آخر هذه الحوادث التي حصلت بسبب استهتار المستهترين حادث كاد أن يقضي على أسرة كاملة خلال إجازة عيد الفطر لولا أن الله لطف بهم بسبب قطع شاب مستهتر لإشارة لعلمه بأن هذه الإشارة لا يوجد عليها كاميرات ورادار، أدى هذا الحادث إلى نقل المصابين إلى المستشفى ما بين إصابات بليغة وكسور، كان بالإمكان تفادي وقوع هذا الحادث لو كانت هناك كاميرات مراقبة ورادار يكبح جماح المستهترين ويوقف طيشهم ورغبتهم في الانتحار وقتل الآخرين ! فاصلة أخيرة لا قيمة لشارع أو جسر أو تقاطع جديد طالما أنه غير مطابق للشروط والمواصفات وعلى رأسها تركيب كاميرات ورادارات والتي من شأنها أن تحمي مرتاديها وتقيهم استهتار المستهترين، لذا فإن أرواح الناس في اعناقكم يا أشغال فحافظوا عليها!! [email protected]