16 سبتمبر 2025
تسجيلأولا أود تهنئتكم جميعا بحلول عيد الفطر السعيد أعاده الله علينا وعلى أمتنا العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات، داعية الله أن يعيد علينا شهر رمضان المبارك العام القادم بإذن الله وكل هذه الأمة من خليجها إلى محيطها تنعم بالسلام والأمن والأمان وبحكومات قادرة على أن تحمل مسؤولية الشعوب وحرصها على أن تعيش هذه الشعوب برفاهية واستقرار لا سيما في دولنا المنكوبة عربيا وإسلاميا. أما ثانيا فلم أستطع حقيقة تجاهل تلك المشاهد المفجعة لمجزرة حي التضامن السورية والتي ارتكبتها عصابات موالية لنظام بشار الأسد الذي لا يزال متمركزا على هرم السلطة في سوريا منذ أن انطلقت ما سميت آنذاك بالثورة السورية في منتصف عام 2011 والتي دعت لإسقاط حكم الأسد ومنح المزيد من الحريات في التعبير عن حرية الرأي إزاء كل السلبيات الموجودة في البلد قبل أن تنقلب إلى فوضى عارمة ثم أزمة متشابكة وانتهت إلى حرب أهلية وعصابات ومرتزقة يغذيها هذا النظام الذي يمكن أن يقال عنه نظاما فاشيا بكل ما تعنيه الكلمة كما نرى اليوم ويرى العالم الذي يمثل أمام ما يجري في سوريا مشهد القرود الثلاثة الشهيرة لا أرى لا أسمع ولا أتكلم، مكتفيا بالتعبير عن القلق كما هي عادة الأمم المتحدة وهي أكبر منظومة دولية يلجأ لها المتخاصمون أو تُرفع لها ملفات القضايا العالقة التي تزيدها تعقيدا لعدم فاعلية ما يصدره مجلس أمنها من قرارات لا يلتزم بها أحد ولذا ظلت قضايانا العربية عائمة على السطح يلقي الظالمون عليها صخورا ثقيلة تهوي بها إلى القاع ثم تعود لتعوم عاليا دون أن يكون هناك شباك إنقاذ تنتشلها مما هي فيه للأسف ومن هذه القضايا التي كبرت وتضخمت وتعملقت هي القضية السورية التي يمارس فيها بشار اليوم ما ورثه من أسلافه من أبشع الجرائم اللا إنسانية ولا يمكن هنا بالطبع وصفها بأي إنسانية لأنه قد تعدى مفهوم العقاب الذي يمكن أن يعاقب به البشر لمخالفتهم السلطة في بلادهم إلى ما يمكن وصفه بالإرهاب الحقيقي الذي لم تستطع المنظومات الدولية والإنسانية وصفه بدقة لكن بشار اليوم أثبت ماذا يعني الإرهاب وماذا يعني أن يُقتل الإنسان كما تُقتل البعوضة ويُدهس كما تُدهس النملة وتُنتَزع الإنسانية من كلمة الإنسان المشتقة منها فبعد جرائم مهولة هاج العالم من مشاهدها وماج ثم نام وهو يرى أطفالا صغارا يحاولون مكابدة أرواحهم الهزيلة لاستنشاق الهواء لعلهم بهذا يتمسكون بالحياة أكثر بعد رمي عبوات بالغاز السام على بيوتهم المتهالكة في أحياء حلب ودير الزور وغيرهما، عاد هذا العالم الكرتوني ليعرب عن قلقه إزاء مشاهد فاضحة تدمي القلب وتدمع لها العيون وهو يشاهد مقابر جماعية لمئات من المدنيين معصوبي الأعين وهم يلقون فيها أحياءً ثم يتم إطلاق الرصاص على رؤوسهم وقتلهم تحت مشاهد مصورة من قبل مرتكبيها الذين يتمازحون وكأنهم يلعبون لعبة (بوبجي) الشهيرة وليس على أرض الواقع وأن من يقتلونهم هم بشر لا حول لهم ولا قوة إلا بالوقوع تحت أيديهم القذرة التي تشد عليها يد بشار التي لا تختلف إجراما وقذارة عنهم وكل هذا والعالم الذي فزع وهلع وهرع يوم تفجرت الحرب الروسية الأوكرانية وقامت قيامته حتى لم يبق مسؤول في مجلس الأمن لم يصرخ إنها كارثة ودعت منظمات إنسانية لفتح أوروبا كلها للاجئين الأوكرانيين وبالفعل نتج عن كل هذا الصخب جلوس بوتين وزيلنسكي على طاولة حوار واحدة رعته فرنسا برئاسة ماكرون والأمور تبدو أهدأ عما بدأت به ولكن في سوريا فالأمر يزداد إجراما والشعب السوري الذي لم يسعفه اللجوء لحدود لبنان والأردن والعراق وتركيا في ظروف ليست بالإنسانية أيضا بقي ليكون لعبة قتل لهذا النظام الذي لم يرد له أن يسقط قبل أن يسقط بلداً بأكمله المظهر فيه سوريا والجوهر دمار فأخبروني عن عيد هذا البلد كيف هو ؟!. [email protected] @ebtesam777