17 سبتمبر 2025

تسجيل

ما ضاقت إلا فرجت

02 مايو 2021

أوشك شهر رمضان الكريم على الانتهاء، وبدء اقتراب عيد الفطر المبارك، وأسأل الله العظيم أن يتقبل منكم ومنا الصيام والقيام وصالح الأعمال، وأن يرفع البلاء ويكشف الغمة، ومع اقتراب العيد اقترب كذلك الخوف من العودة لانتشار فيروس كورونا مرة ثانية بسبب عدم أخذ الإجراءات الاحتياطية، التي بحمد الله وتوفيقه أصبحت أسهل، وذلك بتطبيق نظام الفقاعة الطبية، وهي عبارة عن مجموعة من الناس تلتقي معهم بشكل متكرر وبعدد محدود ولا تختلط مع أفراد آخرين إلا بشكل محدود جدا مما يشكل تجمعاً آمناً للأفراد، ويضاف أيضا لنظام الفقاعة الشعور بالأمان عند الاختلاط مع الناس الذين أنهوا أخذ جرعتي اللقاح، ويبقى لبس الكمامة ضرورة في حال الاختلاط مع الأفراد الذين لم يأخذوا اللقاح، وكذلك تقنين خروجهم من المنزل إلا لدواعي الضرورة. وقد أثبت الشعب القطري والمقيمون مدى وعيهم والتزامهم من خلال انخفاض أعداد المصابين، الذين كان عددهم بالأمس 676، وعكس هذا الرقم إحساس الشعب القطري والمقيمين بالمسؤولية تجاه نفسه وعائلته وبلاده والمجتمع الذي يعيش فيه، فأثلج صدري التزام الغالبية العظمي منهم بالأوامر والإرشادات وتقدير الشعب للمجهود المبذول من إخواننا وأخواتنا في لجنة الطوارئ، وكذلك الجهود المبذولة من العاملين في جميع القطاعات من مواطنين ومقيمين والذين عملوا على تخطي جائحة كورونا، وخصوصا قطاعي الصحة والتعليم. وإدراك الجميع أن الالتزام بعدم الاختلاط هو الذي سيسرع إن شاء الله من عملية العودة للحياة الطبيعية، الحياة الطبيعية التي شاء المولى أن جعلنا نعرف قيمتها ونتمنى الرجوع لها بأسرع وقت، فكم كان هناك من يتململ من ساعات دوام العمل اليومي، وكم من طالب كان يبحث عن الأعذار لكي لا يذهب للمدرسة، وكم من الناس من كان يشعر بالملل بالرغم من توفر كافة وسائل الترفيه والتسلية في المجمعات التجارية والأسواق الشعبية وما بها من برامج، كل ذلك الآن بات أمنية، نعم أمنية يتمنى أن يحصل عليها، وأحس الجميع بلا استثناء بقيمة كل ذلك وأكثر، وما أثر في نفوس الجميع هو صلاة الجماعة بالمساجد، وما تبعها من عدم إمكانية أداء صلاة التراويح وصلاة القيام، حيث كان لهذه الروحانيات أثر كبير على الفرد في شهر رمضان المبارك. وختاماً، أرجو من الجميع الاستمرار بالصبر والالتزام بالبقاء بالمنزل، فما بعد الضيق إلا الفرج، وتذكر أنك مسؤول أمام الله وأمام المجتمع وأمام عائلتك إن كنت سبباً في نشر الفيروس للناس، وتصور شعورك وأنت المتسبب في نقله لمن تحب سواء لوالديك أو أسرتك أو أصدقائك، فهل ستتحمل شعورك بالذنب؟ وتخيل أن تتسبب في موت أحدهم به! كيف ستستطيع أن تعيش بصورة طبيعية بعد ذلك مع هذا الإحساس القاتل بالذنب؟، لذلك نرجو من الجميع الالتزام بالجلوس بالبيت والاختلاط مع من أخذ اللقاح والالتزام بالفقاعة الطبية واستخدام وسائل الاتصال المختلفة، سواء بالاتصال المرئي أو المسموع للتواصل مع أحبائكم الباقين، كما أتمنى من لجنة الطوارئ أن يتم تفعيل أخذ جرعتي اللقاح في ممارسة الحياة أسوة بباقي الدول، وندعو أن يفرجها الله علينا وعلى أمة محمد والعالم أجمعين. [email protected]