27 أكتوبر 2025

تسجيل

مواعيد عرقوب

02 مايو 2018

وليد شاب طموح ومثابر يعمل في إحدى المؤسسات منذ تخرجه، ذهب لمديره وأخبره برغبته في الحصول على ترقية، فرد عليه المدير بأن عليه أن يقضي سنة إضافية في المؤسسة. وفي العام القادم ذهب للمدير الذي رد عليه، أنه ينبغي أن ينجز المشروع الذي يعمل عليه ويكمله بنجاح ليكون رصيداً له. وبعد عدة أشهر أنجز وليد المشروع بنجاح وذهب للمدير ليذكره، فطلب منه المدير أن ينتظر حتى العام القادم وستتم ترقيته مع الموازنة الجديدة. جاء العام القادم، وذهب للمدير الذي أخبره بان موازنة هذه السنة أقل من السابق والترقيات محدودة جداً وعليه أن "يثبت نفسه" ليستحق الترقية. شعر وليد بالاحباط، فهو مجتهد ومثابر في عمله ولا يحتاج لإثبات ذلك بعد كل هذه السنوات، فصمت وليد وابتسم نصف ابتسامة، ونظر للمدير نظرة إحباط، وعاد لمكتبه ليكتب استقالته، بعد أن تأكد له أن مديره كان يعطيه وعوداً وهمية و"مواعيد عرقوب" كما يقول العرب. وقصة المثل انه كان لدى عرقوب مزرعة من النخل، فطلب منه أخوه أن يعطيه من إنتاجها، فقال له عرقوب: إذا أطلَعت هذه النخلة فلك طلعها، فلما أطلعت أتاه فقال: دعها حتى تصير بلحاً، فلما أبلحت أتاه فقال: دعها حتى تصير رطباً، فلما أرطبت ‏قال: دعها حتى تصير تمراً، فلما أتمرت أخذ عرقوب التمر ولم يعط أخاه منها شيئاً. يقول الشاعر في وصف حبيبته التي ماطلت حتى تركته: كانت مواعيد عرقوب لها مثلاً وما مواعيدها إلا الأباطيل عندما تعطي وعوداً فيجب عليك أن تنجزها، ولا تتساهل وإن كنت تشعر أنك لن تستطيع الإيفاء به، أو كنت تنوي عدم الإيفاء به، لأنك بذلك ستفقد مصداقيتك، ولو فقدت المصداقية، فهي غالباً لن تعود.