15 سبتمبر 2025
تسجيل* ( حياكم الله ) رغم أنها مفردة متداولة كثيراً بقطر وربما بدول الخليج عموماً إلا أن وقعها كان قويا جدا حينما صدرت من أفراد شرطة مطار حمد الدولي وجميع القادمين يجتازون المسارات لتكملة اجراءاتهم القانونية ، إنها حزمة متكاملة من الترحاب وتمثل رحابة هدا البلد المضياف .. دوحة الخير. * بعد رحلة مرهقة دلفنا لمطار حمد الدولي ليلا .. أفراد شرطة الجوازات كانوا يمددون أنظارهم لوسط الصفوف لتتقدم النساء حاملات الصغار ولكبار السن والمرضى ليفسح لهم الجميع المسارات لانجاز معاملاتهم .. كان ذلك درسا إنسانيا مجانيا لكل من كان في تلك الصفوف .. لان المفردة خالية من " الصرامة والعنجهية " انها فقط ايماءة ولفظ مهذب وصل لكل من كان في المقدمة ليتراجع قليلا مفسحا المجال لتتقدم النساء والاطفال وكبار السن.* تحركت الصفوف بسلاسة ووفق الانظمة الالكترونية واجادة التعامل بالحاسوب لأخد بصمة العين وفحص الجوازات آليا انجز القادمون اجراءاتهم بيسر وانسيابية ممتعة أزالت رهق السفر والانتظار ..* بحقائب اليد سرنا الى " كاونتر " جمارك المطار كانوا ايضا اكثر حيوية ونشاطا ويبدو ان لهم نظرة فاحصة ان كان القادم يخبيء ممنوعات .. وبوجوههم النيرة وثقافتهم العالية للتعامل مع القادمين كانت ايضا " حياكم الله " مفتاح القلوب والمفردة التي تنزل على القلب الأمن والامان.* في رحلة المغادرة أشفقت على هذه الدوحة من هذا التدفق البشري وسرح خيالي الى رحلات سابقة قمت بها لكثير من مدن العالم ولم تسعفني ذاكرتي انني مررت بكثافة بشرية مثل التي بهذه الصفوف (قادمون ومغادرون من كل بلاد الدنيا) .. وحينما انسابت تلك الاعداد بسهولة ويسر كنت واثقة ان هذا المنظر ما هو إلا بروفة لمرحلة اولمبياد 2022 م خاصة وان لقطر تجربة ناضجة وناجحة خلال آسياد 2006 م ..* إن قطر ارتضت لنفسها ان تكون قبلة سياحية وعلمية وبقعة تفاعل مع بقاع الارض وهي حاليا ورشة عمل لمشروعات تنموية ضخمة وبفنادقها تعقد المؤتمرات العلمية والثقافية واللقاءات السياسية وتأتيها أفواج سياحية واخرى كعمالة لمشروعاتها التنموية أو لاصطياد فرص عمل بمجالات حيوية كالفنادق والمشافي والجامعات العالمية التي ارتحلت للدوحة وغيره الكثير.* هذا التدفق البشري للدوحة عبورا او اقامة تقابله مفردة " حياكم الله " التي تمثل الشخصية القطرية بكل اريحيتها وسمو أخلاقها .. ان طواقم الشرطة يوما بعد الاخر يثبتوا قدراتهم الفائقة لادارة الاعمال الروتينية بالمكاتب أو المنافذ أو المرتبطة بالازمات والحوادث .. ان التجهيزات الالكترونية الحديثة والمباني الفخمة المجهزة باحدث ما وصلت اليه فنون المعرفة لا تعني الكثير ان لم يحركها الانسان .. القوة البشرية التي تمتلك القدرة العلمية والعملية وانسانيات المعرفة والتعامل الراقي .. كالذي شاهدته من شرطة جوازات مطار حمد الدولي في صالتي المغادرة والقدوم .. وجوه مبتسمة وأريحية في التعامل ومفردة حياكم الله جواز مرور يحدث الاخرون عن قطر اليوم والمستقبل .. كونوا دائما بخير. همسة : افراد شرطة مطار حمد الدولي " يعطيكم العافية"