18 أكتوبر 2025
تسجيلاهتم علماء التربية بموضوع تعليم القراءة للأطفال لما لها من أثر بالغ في حياتهم وكان لجهودهم في البحوث والدراسات النفسية والتجارب التربوية نتائج محمودة في ابتكار عدة طرق لتعليم القراءة.ولعل رجال التعليم وعلماء التربية لم يختلفوا في طريقة التعليم لأي مادة من المواد الدراسية. اختلافهم في طريقة تعليم القراءة للمبتدئين فقد وقفوا من الطرق المختلفة موقف التأييد أو المعارضة. مع شيء كثير من الجدل والتعصب ولكننا نستطيع أن نهون من هذا الخطب وأن نحسم شيئا من هذا الخلاف إذا راعينا في المفاضلة بين الطرق المختلفة أن نقيس مدى نجاح كل منها في اقتصاد الوقت وبلوغ الغاية ومدى مسايرتها للطبائع النفسية والذهنية.ومن أشهر الطرق لتعليم القراءة للأطفال: الطريقة التركيبية:1- الطريقة الأبجدية: وهي طريقة تقليدية قديمة يتم من خلالها تعليم الأطفال الحروف الأبجدية ثم يتعلمون هجاء ونطق مقاطع ذات حرفين. ثم يتعلمون مقاطع ذات ثلاث حروف. وأخيرا يتعلمون نطق وهجاء كلمات بأكملها فيتعلمها الأطفال من خلال هجاء كل حرف منها ثم نطقها كاملة. ويلاحظ أن هذه الطريقة تعتمد على الانتقال بالطفل من تعلم الجزء (الحرف) إلى تعلم الكل (الكلمة). * مزايا الطريقة الأبجدية 1- لوحظ أن هذه الطريقة سهلة على المعلمين والتدرج في خطواتها يبدو أمام كثير منهم أمراً طبيعياً.2- كما أنها حازت قبولا لدى أولياء الأمور لأنها تعطي نتائج سريعة. إذ يعود الطفل إلى البيت في أول يوم من حياته المدرسية. وقد عرف شيئا: حرفاً أو أكثر. وهذا مما يستبشر به كثير من الآباء ومع تسليمنا بأن آراء كثير من الآباء لا يعتد بها دائما في تقويم الطرائق التربوية لا ننسى أن رضاهم عن طريقة ما قد يدفعهم إلى مساعدة المدرسة بإسهامهم في تعليم الطفل في هذه الحلقة وأن سخطهم قد يحول دون هذه المساعدة.3- أنها تزود الأطفال بمفاتيح القراءة. وهي الحروف. فيسهل عليهم النطق بأي كلمات جديدة ما دامت حروفها لا تخرج عن الحروف التي عرفوها قبل ذلك. 2. الطريقة الصوتية: اللغة العربية لغة صوتية إلى حد كبير ولابد أن يعتاد الطفل على التحليل الصوتي للكلمات الجديدة التي تصادفها لكي يصبح قارئاً جيداً فيما بعد. ويقصد بالتحليل الصوتي تلك العملية التي تعين الطفل على نطق كلمة ما نطقا سليما. وذلك حين يبصر ما يتألف منه من حروف والتجريد يجب أن يتم أولا بأصوات الحروف ثم بأسمائها حيث إن الأصوات هي العناصر التي ينطق بها الطفل والتي وقرت في أذنه حينما ترددت مكررة في الكلمات ولا مانع بعد استيعاب الأطفال للأصوات والتدريب عليها من تعريفهم بأسمائها وتدريبهم على اكتساب المهارات التي يستعينون بها على ضم الأصوات للاهتداء إلى قراءة الكلمات. وهي تتفق مع الطريقة الأبجدية في الأساس ولكن تختلف معها في خطوة من خطواتها وهي بتعلم أسماء الحروف فهي ترى أن الهدف من تعليم القراءة هو تعرف الكلمات والنطق بها وهذا لا يتحقق إلا إذا استطاع المتعلم أن يتعرف الأصوات التي تتراكب منها الكلمة ولكن القدرة على التركيب لا تتطلب سوى معرفة شكل الحروف وأصواتها أما أسماؤها فلا لزوم لمعرفتها بل إن معرفتها قد تعوق المتعلم أثناء تحليل الكلمة والنطق بها.* هذه الطريقة تحقق مزايا معينة منها: 1- هذه الطريقة تحقق مزايا الطريقة الأبجدية من حيث سهولتها على المعلمين وإرضاء أولياء الأمور كما أنها تسهل على الطفل إذ ينطق بما يعرض عليه من الكلمات الجديدة. لأنه عرف الأصوات التي تدل عليها حروف هذه الكلمات. وبهذا كانت تلك الطريقة مشجعة للأطفال.2- هذه الطريقة ربط مباشر بين الصوت والرمز المكتوب.3- هذه الطريقة تساير طبيعة اللغة العربية إلى حد كبير لأنها لغة تغلب عليها الناحية الصوتية ولأن هجاءها موافق لنطقها بوجه عام. وكل صوت له حرف خاص به.4- وفي هذه الطريقة تربية للأذن والعين واليد معا. وهي تتفق مع ميول الأطفال وحبهم الحركة واللعب والعمل الجماعي والألوان. وهي على العموم خير من الطريقة الأبجدية. ولكنها تعالج كل عيوبها.الطريقة التحليلية: 1- طريقة الكلمة: وهي أن يعرض المعلم على التلاميذ كلمة من كلمات التي يستعملها ويعرف لفظها ومعناها ولكن لا يعرف شكلها ويطالبه بأن يدرك شكلها ويحفظه وعندما يتأكد أنه حفظها يقدم له كلمة ثانية بنفس الطريقة ثم يقدم أخرى ثالثة ورابعة وهلم جرا. وعندما يكون لدى المتعلم حصيلة من الكلمات يدخلها في جمل يعرضها عليه ويمرنه على تعرفها وفهمها كما يستخدم هذه الجمل في عرض كلمات جديدة وعنها تتكون لدى المتعلم ذخيرة كبيرة من الكلمات ويستطيع ملاحظة أوجه الشبه والاختلاف بينها ينتقل به المعلم إلى المرحلة الثانية وهي مرحلة تحليل الكلمة إلى العناصر التي تتألف منها وهي الحروف. ويقرأ المتعلم جملا طويلة على أساسيين هما:1- إن الإنسان يبدأ دائما بإدراك الشيء في صورته الكلية ثم ينتقل إلى إدراك الأجزاء. 2- إن القراءة عملية لا تتم إلا إذا توافر فيها عنصران هما: - التعرف على الكلمة وفهم معناها. فلا قراءة بدون فهم ولا فهم بدون تعرف للكلمات ومن ثَمَّ نجد أن هذه الطريقة تهتم بتكوين هاتين القدرتين لدى المتعلم وتنميتهم منذ البدء في تعلم القراءة.* مزايا طريقة الكلمة: 1- إنها طريقة كلية إلى حد ما لأن الكلمة في ذاتها كل. ولها مدلول.2- إنها تمكن الطفل من كسب ثروة لغوية. في أثناء تعلمه القراءة.3- من الممكن استخدامها في تكوين جمل من الكلمات في وقت قصير.4- هذه الطريقة يتعلم الطفل الرموز واللفظ معاً.5- في هذه الطريقة تشويق للطفل، وتشجيع له على الفهم في القراءة لأن للكلمات التي ينطق بها معاني واضحة في ذهنه.6- وهذه الطريقة تساعد الطفل على سرعة القراءة لأن الوحدة فيها كلمة أو أكثر وليست حرفاً واحداً أو مقطعاً واحداً.7- وهي تعود التلميذ متابعة المعنى في أثناء القراءة.8- وفي هذه الطريقة تخلص من أكثر عيوب الطريقة التركيبية.* مزايا طريقة الجمل: 1- تقوم هذه الطريقة على أساس نفسي سليم، وهو البدء بالوحدات المعنوية وهي – لهذا تمد الطفل بثورة فكرية. بجانب الكسب اللغوي.2- إن الطفل يفهم معنى الكلمة دون حدس أو تخمين لأن الكلمات وردت في سياق الجملة.3- هذه الطريقة تشوق الأطفال إلى القراءة وتعودهم فهم المعنى ومتابعته في كل ما يقرأون لأنها لا تفصل بين عملية ترجمة الرموز إلى أصوات وعملية فهم المعنى. كما هو الحال في الطريقة التركيبية.