12 سبتمبر 2025
تسجيلكلمة الحرية.. كلمة واسعة مطاطة .. ولكن على أساس أن كل مسألة لها قاعدة.. فليس هناك كلمة اسمها حرية بمعناها المطلق.. مازلت اذكر جملة اخبرني إياها احد كبار الأساتذة في جامعتي.. جامعة مارشال الأمريكية .. خلال دراستي ماجستير الصحافة.. فقال نحن نطلق على الشارع الرئيسي مسمى " free way "، فهل الشارع خال من القوانين برغم مسماه ؟.. فهناك عشرات المخالفات التي يمكن أخذها على هذا الطريق وعشرات القوانين الملزمة بالرغم من مسماه.. إذن لا توجد حرية مطلقة في أي مجال . فهناك قواعد وحقوق وواجبات ومسؤوليات والتزامات وأخلاقيات عامة يجب الالتزام بها.. أي يجب أن يكون هناك تفسير وتفصيل وبيان لمعنى الحرية " المزعومة" كثقافة عامة. وسؤالي هنا .. وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة وقبل التساؤل عن درجة الحرية الممنوحة لأغلب الصحافة الخليجية بصفة عامة .. هل لدينا صحافة حقيقية حتى نتكلم عن حريتها؟! .. واقصد الصحافة بمعناها الحقيقي ومقوماتها, فهل لدينا صحف تمثل الحكومة وأخرى معارضة وأخرى للنقابات .. الخ, بحيث كل يدلو بدلوه ويحاسب ويحلل من وجهة نظر الجهة التي ينتمي لها. إن الجرائد لدينا وإن كانت تقدم أفضل ما لديها فإنها لا تزال مؤسسات تجارية همها الربح . وهل العاملون في صحفنا من المواطنين بخلاف رئيس التحرير وكم نفر حوله؟! صحيح أن لدينا جرائد حاليا كحال أي دولة متحضرة .. ولكن القضية ليست إصدار جريدة انما ما هو مضمونها وفلسفتها فهي ليست حديقة عامة الكل يتنزه فيها من العالم وحتى العامل بدون ملامح وشكل وهدف واضح. ماهو المتوقع من موظفين وافدين يتقاضون أجورا بسيطة وعند اقل غلطة انهوا خدماتهم ! وأصلا ماهو المتوقع من هذا الصحفي المقيم وهو ليس ابن البلد؟! وبالرغم من ذلك والحق يقال فان هناك أقلاما ومقالات رائعة تنشر وتكتب هنا وهناك ولكن لا يوجد لمفهوم التحقيقات الصحفية الوطنية المميزة شأن بارز. من المهم في هذا اليوم العالمي المهم أن أقول بان هناك حاجة حقيقية لمعرفة مفهوم حرية الصحافة وما هو حق الدولة وحق المواطن فيها.. وذلك بعد إيجاد الصحف الحقيقية. وسلامتكم.