10 سبتمبر 2025
تسجيلتناقلت وسائل الإعلام العربية والعبرية مؤخرا أخبارا مؤداها ان السمسار عزام الأحمد قيادي في عصبة المشيخة العباسية في رام الله وآخرين قاموا بعملية تواصل نيابة عن العدو الإسرائيلي صاحب الإبادة الجماعية في غزة بملاك الأراضي في القطاع يقنعونهم بتوفير 400 دونم بهدف إقامة مخيم لإيواء مهجري رفح قبل ان تقوم إسرائيل باجتياحها برا، في الوقت نفسه اعلن الكيان الصهيوني انه استورد 45 الف خيمة لذات الهدف. وتقول الانباء الإعلامية أيضا ان مصر طلبت من أمريكا تمويلا ومساعدات عسكرية للتعامل مع التدفق المحتمل لسكان غزة نحو الحدود المصرية هربا من الإرهاب المسلح الإسرائيلي. في الوقت ذاته صرح مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي بالقول نحتاج الى موافقة مصر لاجتياح رفح برا (الحرة، ومجلة بوليتيكو في 29 مارس 2024 ) وتطمينا للجيش الإسرائيلي بطريقة مباشرة او غير ذلك أعلن د. ايمن سلامة عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية: انه يستبعد ان تعلق مصر معاهدة السلام مع إسرائيل «برمتها» وانه لا مساس بأي اتفاقيات وقعت بين مصر وإسرائيل بما في ذلك اتفاقية كامب ديفيد بملاحقها المتعددة واقصى ما تستطيع مصر فعله في هذه الحالة هو استدعاء السفير المصري من تل ابيب كما فعلت عام 1982 في العدوان الإسرائيلي على لبنان. (2) كل الدلائل تشير الى ان هناك توافقا جاريا على اجتياح رفح بين الأربعة (مصر والسلطة العباسية وأمريكا وإسرائيل) وما يجري بين العواصم الأربع سرا وعلانية هو في حقيقة الامر تشجيع لإسرائيل في كل عملياتها ضد الشعب الفلسطيني في غزة. ان كل الاجتماعات الجارية والوفود المتنقلة من عاصمة عربية الى أخرى انما هي لهدر الزمن الفلسطيني والعمل جار لتهجير اكبر عدد من سكان رفح بهدف تقليل الخسائر البشرية عند اجتياح الجيش الإسرائيلي لرفح الفلسطينية في الأيام القادمة. والعرب والمسلمون جميعا على الارائك متكئون. (3) نؤكد القول انه اذا تم اجتياح رفح برا من قبل اسرائيل، لا سمح الله، فإن العواقب ستكون وخيمة ليس على فلسطين وأهلها ولكن على العرب أجمعين، أذكّر زعماءنا العرب الميامين الصامتين على الإبادة الجماعية في غزة بما حدث في أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي (1988 ـ1990) وتعاونكم مع أمريكا لإخراج الاتحاد السوفيتي من أفغانستان وجندتم في سبيل ذلك المجاهدين واحسنتم تمويلهم وتدريبهم وحسنا فعلتم ولكن ألم تلد تلك المعارك «تنظيم القاعدة» الذي ما برحت الساحة العربية تعاني من عملياته الإرهابية؟، وتكرر الحدث نفسه عندما صمتم وغضضتم الطرف عن العمليات الامريكية والبريطانية لاحتلال العراق عام 2003 وتسليم مقاليد الأمور في العراق الشقيق لحفنة من لصوص الطائفية البشعة وكان نتيجة ذلك والذي لم تحسبوا حسابه ولادة تنظيم «داعش في سنة 2003» الذي ما برح يقض مضاجع الكثير من زعمائنا الميامين ومن ثم هيمنة أمريكية على الساحة العربية وقرارات قادتها السياسية والاقتصادية وحتى على رسم مناهج التعليم بما يتوافق والرغبات الإسرائيلية تحت شعار محاربة الإرهاب. إن مشروع القضاء على الحركة الوطنية في غزة واقصد «حماس والجهاد الاسلامي» لن تتمكن أي قوة مسلحة من تحقيقه، حتى ولو تم القضاء لا سمح الله على القيادات الفاعلة فإن ذلك لن يغير في الميزان لكون الحركتين مشروع تحرير وطن وعقيدة وايمان، واذكركم بمحنة الامام احمد بن حنبل وما أصابه من تعذيب ورغم ذلك فإن فكره بقي ينتشر عبر ارض المسلمين الى يومنا هذا وخلفه تلميذه ابن تيمية وكان اكثر تشددا من سلفه ومات سجينا قاوم التتار دفاعا عن ارض العرب وجاء من بعده الشيخ محمد بن عبدالوهاب اكثر تشددا وصرامة، فحماس وقادتها السنوار وضيف فكرة وعقيدة وايمان لا تجتث ولا تموت، والثأر لا ينسى وان طال مداه. لا جدال بأن حركة حماس واخواتها من الحركات الفلسطينية الوطنية ستخلف من رحم معاناة ومكابدة اهل غزة الباسلة حركة وطنية ستكون اشد واعنف من سابقاتها على إسرائيل وكل من ناصر الصهاينة وخذل مجاهديها وصمت عن معاناتها، والله أعلم بمصير الظالمين. (4) السلطة في رام الله كأن ما يجري في الضفة الغربية لا يعنيها، اكثر من 8000 معتقل في السجون والمعتقلات الاسرائيلية منذ السابع من أكتوبر الماضي، اكثر من 24 تجمع رعاة اغنام طردهم قطعان المستوطنات من أراضيهم وقراهم، جنود شرطة إسرائيلية صادروا 700 رأس من الأغنام لرعاة شمال غور الأردن بناء على تعليمات من المجلس الإقليمي لغور الأردن، في أكتوبر الماضي استشهد 31 شخصا في منطقة رام الله أي بجوار سكن ومكاتب زعيم السلطة محمود عباس، استشهدت سيدة ام لسبعة أولاد امام زوجها وأولادها بنيران إسرائيلية، واستشهد 42 شخصا في منطقة طولكرم. لقد بلغ عدد الشهداء في الضفة الغربية وحتى اليوم اكثر من 400 شخص بينهم 100 طفل. كل هذا يجري تحت سمع وبصر 70 الف مجند ومسلح تابعين لسلطة عباس المنتهية صلاحيته ولم يحركوا ساكنا دفاعا عن المواطنين في الضفة. (هآرتس29/3/ 2024 )، جنود الاحتلال يهاجمون مشيعي شهيد منطقة الكرنتينا في مدينة الخليل وقوات السلطة العباسية تهاجم مشيعي جنازة شهيد في مخيم نور شمس بطولكرم، يا للهول ما هذا التماثل والتكامل؟!. آخر القول: لا تظنوا أن نهاية حركة حماس في غزة ستريحكم، إن الويل والثبور سيلحقان بنا جميعا وسوف نكون من النادمين على عدم نصرة أهل غزة والله مع الصابرين.