11 سبتمبر 2025
تسجيل(هذا ليس مشهدا من فيلم!) هكذا علّق الغربيون في منصة اكس على صور مشهد مجاهدي حماس وهم يحلقون فوق معبر ايريز بطائرات شراعية وضعوا في منشور واحد صورة بتحركات وأبعاد ثلاثة. ثم توالت التعليقات ما بين مصدوم أو غير مصدق: ما هذا؟ فغر الغرب أفواههم من هول الصدمتين، صدمتهم بإمكانات شعب أعزل محاصر وصدمتهم بتفوق طائرات شراعية بشرية على طائرات ذكية بدون طيار وتحديها عصر الذكاء الاصطناعي وشل أدواته الاستخباراتية والرقابية. وتثاءب متصهينو العرب يومها ليكملوا نوم صفرتهم (الضحى). وانجرف طابور المستغربين المثبّطين منهم بحملة ضارية على منصات التواصل ليبثوا روح الهزيمة المعنوية وليقللوا من قوة (طوفان الأقصى) غير المسبوق في اقتحام شامل لعمق أراضي الاستيطان بريا وبحريا وجويا بل ونفسيا واستخباراتيا بضربته المهينة لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. بل وتعاطف متصهينو العرب مع الخسائر البشرية والمعنوية والنفسية التي كبدتها كتائب حماس المحتل الإسرائيلي الغاشم وباتوا ينشرون التعليقات ويكذبون صور الانتصارات والعواقب التي أحدثتها على صهاينة الداخل والخارج. هذا في 2023 وما زالوا الي اليوم. بل عادوا أشرس لأن كفة المعركة وصمود حماس صفعتهم رغم الخسائر البشرية وآلة الظلم التي على أهل غزة الصامدين وحدهم. يخرح من رداء المستعربين المتصهينين من يردد ما تردده حسابات إسرائيلية مشبوهة ومعروفة للعرب جميعا إذ إنها مدعومة حتى لغويا ونصيا من إسرائيل تستخدم آياتنا القرآنية ونصوصنا الدينية ضدنا ومع محركات الذباب المستعرب لإيهام اهل غزة ومن وينصر قضيتهم إعلاميا وشعبيا بالكثرة المعارضة وإشاعة ان هدف حماس هو التضحية بهم لتضليل العرب عن دعمهم ولحرف مسار الرأي العام للهدف الذي يسعى له الصهاينة لاستمكال مشروع الهزيمة النفسية والمخطط المدروس للوصول للهزيمة العسكرية. البعض الآخر غشاهم الخوف وعلى عكس حسابات اليهود لم يؤسس على قاعدة (وهزم الأحزاب وحده) و(جنودا لم تروها) (لا تحزن إن الله معنا) ولا (شقّ البحر) قاعدة الإيمان في كل المعارك في كل الثقافات والأديان خصوصا أننا في ظل مؤامرات رمادية أعمق لخارطة شرق أوسط جديد وإسرائيل كبرى المعروفة يعمل عليها الصهاينة ومن زرعهم في قلب الأمة بالتعاون مع المتصهينين العرب. واليوم - رغم نضال حماس وقلبهم كل موازين القوى- زاد تطبيل الممالئين ممن بدا مهزوما نفسيا ليردد نظرية المؤامرة ويجاري سياق الهزيمة المعنوية في جدوى استمرار مثل هذه المواجهة وكأن الخنوع أو الخضوع لإسرائيل يوما قد غير شيئا منذ بشاعة الاحتلال، أو قلل من مشاهد قتل الفلسطينيين العزل واحتلال بيوتهم وأراضيهم وأسر أطفالهم ونسائهم وشبابهم وتعذيبهم البشع وسحقهم وذاكرتهم المكانية والثقافية. أو كأننا يجب علينا أن نقبل بكسرة فقط ممن سرق رغيفنا بل ونشكره عليها كما قال درويش، أو الركوع وإدارة الخد الأيسر ونحن نرى الدائرة تتسع ليس في تطبيع في خطة كبرى من مزيد من الاحتلال والتهجير ونهب للثروات في وطننا العربي بإحكام خارطة رسمت مسبقا على طاولة (الفوضى الخلاقة) والربيع العربي وزرع ابتكار أدوات داخلية والكترونية ذكية بينية غيرها بيننا في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى أقل أشكال وصور الجهاد «جهاد الكلمة فالمتصهينون لا يريدون أن تقوم للإسلام والعرب قائمة». وأخيرا.. نحن أمام نصر عسكري وسياسي ومعنوي لحماس انتصرت فيه الإرادة الاستراتيجية والتكتيك العسكري المتعدد فضلا عن الذكاء الإعلامي والانتقاء اللغوي للغة المعركة بإضافة (الطوفان) لـ (الأقصى) وما فيه من مدلولات نصر ايجابية، تلك الاستراتيجية الحربية والإعلامية واللغوية التي يجهلها بعض العرب رغم ارتباطهم بالايمان، بينما يحرص عليها الإسرائيليون رغم ان اجندتهم صهيونية وليست دينية بتفننهم وهذه ليست على سبيل الصدفة والذكاء بل بمخطط متكامل حرصت فيه على الاستعانة بشركات أمريكية متخصصة في استراتيجيات الاتصال والرأي العام يعدّ خبراء فيها لهم ما هو فوق السلاح العسكري والآلي وفوق الصواريخ والأسلحة النووية إنها أسلحة الكلمات والجمل وآليات ترديدها في معجم سياسي محدد ومركز لكي يستخدم في كل إعلام الغرب والمحتل الصهيوني الغاشم أسموه دليل احتلال العقول واللغة العالمية وعوملت معاملة السلاح في الحرب الميدانية ولكن ميدانه المنصات السياسية والإعلامية والخطابية الدولية. مثل عملية (الرصاص المصبوب في 2008 – 2009) و(عمود السحاب 2012 ) في ظل اعتقاده بأنه ما زال شعب الله المختار في إشارات دينية لجذب شعب متفرق على سبب ديني - وهم ليسوا متدينين - ولإضافة صبغة القدسية التي حمى فيها الله موسى عليه السلام من جنود فرعون مصر بينما هي ليست مسمى على حماية أنجاس صهاينة اليوم لعمليات عسكرية غاشمة على أهل غزة المحاصرين العزل. يختلف التاريخ والمعطيات الدينية والتاريخية والبشرية والزمانية والمكانية ولكن الصهيونية الغاشمة تربط نفسها بمصطلحات دينية لتشرع القتل وتسمي الشعب الفلسطيني المدافع عن مقدساته وأرضه إرهابيين، وتتهم من يغطي الحقيقة كما يراها العالم مثل اتهامها قناة الجزيرة بالأمس بالإرهاب. إذا كانت صحفهم مثل ساندايتايمز ما يحدث في اسرائيل «بأكبر انتكاسة منذ 50 عاما»، واسرائيل هايوم «بأن إسرائيل ستواجه مضاعفات لم تشهدها من 50 سنة»، ونيويورك تايمز وصفت تداعيات الحرب بأنها «ستكون بعيدة المدى» والواشنطن بوست «بأنه أشد ما يشحذ أمريكا وقواتها»، فما بال المتصهينين العرب يرجفون هنا وهناك وفي المنصات ليثبطوا صفوف الميدان الإسلامي رغم أنهم لم يحركوا من المقاومة الشريفة شعرة. أيها العرب والمسلمون، لا تلقوا لهم بالا واستمروا في نضال الكلمة، فالنصر قادم لا محالة وما نرى من قتل وتعذيب مستعر ما هو إلا دلالة على نار الهزيمة التي منيت بها إسرائيل. حماس ليست قوة عسكرية فحسب بل قوة ذكية شحذت القوة الإيمانية في تسمية طوفان الأقصى تسمية دينية ليست ادعائية كما عند الصهاينة بل هي معركة حق فاصلة بين الحق والباطل في دين يدافعون فيه عن الله ورسله. كم هو جميل أن تصنع شعوبنا قوتها الناعمة من صوتها وحساباتها ولا تعتمد فقط على قنواتها القوية التي تشكل فيها قنوات الحق مثل الجزيرة المحاربة جدارا ناريا يعري ويكشف الحقائق ويفند الادعاءات بالصوت والصورة، والتي معها يتعين أن يكون لكل منا دوره، فميدان جهاد الكلمة كبير ورمضان وقت استجابة وقوة خصوصا ان من بيننا من يجيد اللغات المتعددة والعبرية أيضا. تلك المساحة الصغيرة التي لا تتجاوز «360 كم مربع» قد أعجزت العالم كله ونصرت بالإيمان بصدق من وما عاهدوا الله عليه في معركة هي الفاصلة بين الصادقين والمنافقين فلنجدد الايمان بالله في (كم من فئة قليلة).