12 سبتمبر 2025
تسجيلاليوم لا يجب أن أنتقد أو ألتفت لأي من الظواهر التي تستحق الالتفات إليها والتعليق عليها، لكنني اليوم أجد نفسي ملزمة بالإشادة بدور الجهات الأمنية والجهات الصحية، لكل ما تفعله لاحتواء وباء فيروس كورونا (كوفيد 19) الذي يسجل حتى لحظة كتابة هذا المقال إلى 781 حالة مصابة، بعد اكتشاف مؤخرا 88 مصابا وحالتين وفاة لمقيمين، يبلغ أحدهما 57 سنة بينما أعلن عن سن الآخر بـ 58 عاما وكلاهما لديه أمراض مزمنة، وكانا في العناية المركزة، بينما ارتفعت حالات الشفاء إلى 62 من المتعافين من هذا الفيروس وبلغ عدد الفحوص التي تجريها وزارة الصحة ما يزيد عن 22 ألف فحص وما تقوم به هذه الجهات من دور جبار لا يمكن أن نتخيله نحن الجمهور، الذي يراقب عن بُعد، وكل المطلوب منه أن يقوم بدوره المجتمعي الهام، وهو أن يبقى في بيته يأكل ويشرب وينام ويسترخي ليتابع الأخبار ويأخذها من مصادرها الرسمية، وكفى الله الشعب شر الخروج والعدوى لا سمح الله!. في الدوحة لا تكاد تسير أمتاراً قصيرة إلا وترى سيارات رجال الأمن تقف لمراقبة الشوارع وحركة السير، وتتحرك الدوريات باستمرار خشية أن تكون هناك تجمعات أو إخلال بالقرارات الصادرة عن وزارة التجارة والصناعة أو وزارة التنمية والعمل وما شابه، والتأكد من أن الأمور جميعها تسير وفق النظام المعمول به حديثا بعد تفشي هذا الوباء عالميا ووصوله إلينا ولولا هذه الجهود المستمرة لكنا -لا سمح الله- نعاني بالقدر الذي سنعجز عن السيطرة عليه، لكننا تداركنا الأمر مبكرا. والحمدلله أننا نمتلك تلك القيادة الواعية والمدركة لما تسير عليه خطورة هذا الفيروس، وأنه يسهل عليه الانتشار ما لم يواجه تلك المقاومة التي تحد من هذا الانتشار، لذا أقول شكرا لكل العيون الساهرة التي تصل ليلها بنهارها لحماية هذا المجتمع من أي خطر يمكن أن يحدق به، وشكرا لكل السواعد الطبية التي تواصل عملها العظيم في الفحوص والحجر والعلاج والمتابعة والمراقبة لجميع هذه الحالات التي يمكن أن تزداد مع الوقت، ومع إجلاء المزيد من المواطنين من شتى أنحاء العالم، ناهيكم عن حالات المخالطة مع المحجورين صحيا، وهذا يجعلنا حتى هذه اللحظة في مأمن أن خطر هذا الفيروس لا يزال تحت السيطرة، وسنظل كذلك بإذن الله بفضل من الله عز وجل ثم بفضل من أصبحوا أبطال هذه المرحلة ليس في قطر فحسب ولكن في العالم بأسره، شكرا لمن جعل من الشارع بيته ليأمن من يسكنون البيوت وينصح السائقين بالعودة فورا إلى منازلهم، ويدرك جيدا أنه معرض لخطر هذا الفيروس ولكنه يفضل القيام بواجبه الأمني على أن يتقاعس فيه ولو دقيقة واحدة، وشكرا للقنوات الإعلامية الخاصة بوزارة الداخلية في وسائل التواصل الاجتماعي التي تواصل تحذيراتها ونشر إجراءاتها الوقائية التي تضمن للجميع السلامة من خطر العدوى القاتلة، ومنها منع التجمعات التي تفضها من خلال سياراتها المخصصة والمزودة بمكبرات صوت وبجميع اللغات بين عموم العمالة الآسيوية التي يكثر فيها مثل هذه التجمعات، وكل هذه جهود لا تُنكر للجهات الأمنية التي تمد يدها بيد الجهات الصحية التي تمثلها وزارة الصحة وتساعدها في تطبيق جميع هذه الإجراءات التي يساعد تنفيذها على سهولة عمل المستشفيات التي تعمل على قدم وساق من أجل سلامة المجتمع، ومن يعيش فيه من مواطنين ومقيمين، فألف شكر لهاتين الجهتين على عملهما الدؤوب وجهودهما التي جعلت من منتسبيهما أبطالا ينتظرون منا الالتزام بكل تعليماتهما لسلامتنا أولا وأخيرا. والشكر موصول لكل وزارات ومؤسسات الدولة الأخرى التي لا تألو جهدا في القيام بواجباتها في هذه المرحلة التي تتطلب تكاتفا وتعاونا من الجميع، وكل هذا لأننا في دولة تملك القيادة الحكيمة التي تعرف كيف تُسيّر الأمور بوعي وإدراك ومسؤولية، فالحمدلله من قبل ومن بعد على نعمة الصحة ونعمة اسمها قطر.