01 نوفمبر 2025

تسجيل

                    رحيل الأحبة صعب 

02 أبريل 2020

يعيش الإنسان بين مشاعر خوف وترقب، ومشاعر فرح وشوق، وأشكال المشاعر الإنسانية، وأصعبها مشاعر الفقد والرحيل والغياب، ذلك الغياب المفاجئ أو الرحيل المتوقع.. رحيل وغياب لا عودة فيه، تبقى مشاعر الفقد بكل أشكالها صعبة، والشوق يعجز اللسان عن ترجمته، ويعود الإنسان في حزنه طفلًا تتلاشى كل مظاهر الدنيا وزينتها ولهوها من أمام عينه، فالروح تبكي كبكاء طفل. والروح تنكمش بالأعماق ألمًا وحزنا وشوقا.. أشكال الابتلاء تتراوح بين خوف وجوع ونقص في الأنفس والثمرات مصداقا لقول الله تعالى: (( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة 155 - 157 رحيل الأم صعب وموجع ومؤلم، ورحيل الأب صعب وفقد لا يعوض، ورحيل كل إنسان وروح على الإنسان صعب، ولا يمكن تعويض رحيلهم والشوق إليهم.. إلا باليقين والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى والتسليم التام بقضائه وقدره، إنا لله وإنا إليه راجعون.. نكررها في كل وقت وحين مع شوق القلب وحزن الروح ودمع العين. ليأتي رحيل والد أختي وصديقتي الحبيبة دلال خليل الجيدة.. رحيل صعب عليها، وشوق قلبها لا يتوقف ولن يتوقف، وشوق روحها لرؤيته وتقبيله واحتضانه والحديث معه ماثل كل وقت ولحظة وساعات اليوم تذكرها به.. وكل ذاك وأكثر أمام عينيها، كانت دائما تخبرنا انها تخشى هذه اللحظة.. ! هذه اللحظة قادمة مكتوبة على بنى آدم منذ كونهم أجنة في رحم أمهاتهم ورزقهم وآجالهم..( ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات‏:‏ بكتب رزقه، وأجله، وعمله، شقي أو سعيد‏.‏..) رحيل صعب وشوق صعب وألم يعصر روحها ولكن الله كريم رحيم يعلم ما لا نعلم، سبحانه الله الرحمن الرحيم برحمته التي تتنزل على عباده وتشملهم، فسبحانه ينزل على قلوبنا جميعا الصبر والسلوان، الاشتياق لن يتوقف فنحن جزء منهم نحمل أسماءهم، وملامحهم وسماتهم وأخلاقهم.. ووجدنا بعد رحيلهم رحمة تقربنا من الله بالدعاء لهم، والتصدق وأعمال البر عنهم ونكمل البر والوصل والإحسان امتدادا لوجودهم واستمرارا لترفيع درجاتهم في أعلى درجات الجنة.. دلال الجيدة اشتهرت بحسابها على برنامج السناب شات، وحديثها العفوي والتلقائي دون تصنع وزيف، ومشاركة متابعيها بيومياتها ومشاعرها المختلفة، فكانت تجد المتعة والسعادة رغم حزن قلبها على مرض والدها ووالدتها وشقيقتها، وفقد دلال لوالدها يحتاج منا جميعا الدعاء لها لأن يلهمها الله الصبر والسلوان، وأن يصبرها على رحيل والدها فهو كان لها الأب والصديق والابن المدلل في حياتها، فهو دنياها وسعادتها.. حبيبتي دلال طوال عمرك حنونة وصبورة وطيبة وخيرة بحنانك وتواصلك مع الناس جميعا والعالم، كنت تقتربين منهم وتواسيهم في مصابهم وأحزانهم، فكوني على يقين يا حبيبتي بان الله سبحانه الرحمن الرحيم سوف ينزل رحماته وطمأنينته وصلواته على قلبك وروحك.. بفقد والدك.. ◄ آخر جرة قلم: أمام الموت تظهر حقيقة الإنسان وضعفه وحقيقة الدنيا الزائلة، فدائما ينتابنا الخوف والهلع من مجرد خاطر لفقد من نحب، ولكن المشيئة الإلهية تسري وتمضي شئنا أم أبينا، وتأذن برحيل من نحب.. اللهم ارحم من رحلوا عنا، فقدهم موجع وصعب، تمر الأيام سريعا على رحيلهم وكأن رحيل والدتي رحمها الله كأن بالأمس، نشتاق جميعًا إليها سنة لم نسمع صوتها، سنة لم نحضنها ونقبل رأسها ويدها ورجلها، سنة لم تقع عيني عليها، حبيبتي أمي عام مضي ورحيلك صعب وموجع ولا نقول إلا: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم اجعل أمي سيدة من نساء الجنة وأرزقها الفردوس الأعلى وأكرمها برحمتك، نراها ونتذكرها كل وقت ومناسبة وحين، الله يصبرنا جميعا، ويصبر دلال حبيبتي على رحيل والدها.. ونسأل الله له الرحمة والمغفرة والدرجات العليا من الجنة وموتى المسلمين وإن يلهم دلال وذويها الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون. alsalwa2007@@gmail.com Tw:@salwaalmulla