15 سبتمبر 2025
تسجيلبدأت وانتهت دون ضجيج وإثارة تشد المشاهد العربي كما كانت عليه أيام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، انتهت قمة تونس دون أن تضيف جديداً على أرشيف القمم التسع والعشرين الماضية، إنها القمة الوحيدة في العالم التي يعلم بنتائجها عشرات الملايين من المواطنين العرب قبل أن تُعقد وفي نفوسهم ألم وأسى بما وصلت إليه أمة العُرب من وهن وضعف لاسيما وأنها الآن تضم بين أعضائها من يتباهى بعلاقته المتينة مع الصهاينة العدو الأول لأهم قضية، لولاها لما التأم شمل العرب من الخليج إلى المحيط تحت سقف واحد ! ولو عدنا لتاريخ القمم العربية منذ عام 1946 لوجدنا أنه ما من قرار واحد أُتخذ لاسترداد الحقوق العربية من الأعداء وعلى رأسها القضية الفلسطينية، إذ أنه من غير المعقول أن تُسترد الحقوق ومعظم من يجلسون على عروش الدول العربية هم من صُنع الغرب ولولاهم لما بقوا على كراسيهم، فكيف لنا أن نرتجي من هؤلاء الدمى عزاً وهيبة وهم ليسوا إلا أدوات رخيصة لكل متربص وأفّاك مبين. كيف لنا أن نتفاءل بقمة تجمع بين رئيس قاتل للآلاف من شعبه ووائد لثورتهم وساعٍ لأن يكون الرئيس الأوحد الذي لا منافس له حتى عام 2034، وملك ورّط مملكته في حرب ظالمة ضد شعب أعزل حصد عشرات الألوف من الأبرياء وفاقمت من أزمتها حتى بات شبح المجاعة يهدد الملايين منهم، وجاعلاً من ولي عهده فرعوناً يعيث ظلماً وفساداً في مملكته ومتحالفاً مع أقرانه لحصار دولة شقيقة جارة لفرض النفوذ والاستيلاء على السلطة والثروة، وما بين حكام عرب آخرين ليس من أولوياتهم إلا المحافظة على أنظمتهم وإرضاء أسيادهم وأولياء نعمتهم وعند بدء جلسات القمة تراهم في سباتهم العميق. ومن سخرية القدر أن من يتحدث باسم الجامعة العربية وهو أمينها العام صهيوني الهوى حتى أخمص قدميه، فمن منّا لا ينسى لقاءه بتسيبي ليفني وزيرة خارجية الكيان الصهيوني عندما كان آنذاك وزيراً للخارجية المصرية عام 2008 وكانت حينها غزة الصامدة تُدك بالصواريخ وكافة أنواع الأسلحة الفتّاكة وهو يتبادل الأحاديث الودية معها ويقهقه من الضحك وكأنه لا يوجد شعب صامد أعزل بمحاذاة بلاده يمطره الأعداء بوابل من النار والجحيم، فكيف لنا أن نرتجي من هذه المنظمة عزةً وهيبة وهذا العميل يشغل أميناً عاماً لها، ومن المضحك أن كلامه في هذه القمة تركّز في الهجوم على جارتين مسلمتين هما تركيا وإيران واصفاً كلتيهما بأنهما أعداء للأمة العربية !! طيب والكيان الصهيوني ما موقعه من الإعراب لاسيما وأننا في ظرف سنة واحدة فقط وافق الرئيس الأمريكي ترامب على اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ثم أتبعها بقراره الأخير بضم الجولان للأراضي الإسرائيلية المحتلة رغماً عن أنوف العرب والمسلمين دون أن تتحرّك نخوتهم وضمائرهم لتغيير الوضع وفرض الأمر الواقع بالقوة. ◄ فاصلة أخيرة مشاركة سمو الأمير المفدى في قمة تونس هو تأكيد وحرص قطر الدائم على دعم وتعزيز العمل العربي رغم أن جامعة الدول العربية لم يكن لها أي دور إيجابي في حصار قطر وما تمارسه دول الحصار من انتهاكات ضدها وهو ما يخالف النظام الأساسي الذي قامت عليه هذه المنظمة " البائسة ". [email protected]