31 أكتوبر 2025

تسجيل

لنكن دعاة الترشيد 

02 أبريل 2018

مياه نقية صافية تهدر كل يوم على غسيل السيارات وساحات البيوت الخارجية والخدم بدون أي ذرة إحساس يتركون صنابير المياه تتدفق في المطبخ ولا رادع لهم، شوارع تغرق بالمياه التي تأتي من ذلك كله ومن بعض خزانات المياه التي عطب احد صنابيرها ولا تجد من يأتي بمن يصلحها.   هذه المياه التي يهدرها للأسف المواطن الذي لا يحاسب على تكلفة هذه المياه وتوفر له الدولة ما يحتاجه من مياه.  والأمر لا يختلف مع الكهرباء فالأنوار مضاءة طوال اليوم في البيت ومكيفات الهواء تعمل طوال السنة ناهيك عن استهلاك الكهرباء في إضاءة كاملة لسور المنزل  وأسطحه بل  يظل التلفاز مفتوحا طوال اليوم حتى لو لم يكن هناك احد يشاهده !! للأسف إلى الآن لم يستوعب المواطن أهمية ما يتحصل عليه من نعمة الماء والكهرباء ومجانية كل منهما وبالتالي فإنه يستهلك الكثير من هذه الموارد بلاوعي ولا إدراك كيف تتكلف الدولة من اجل لتر واحد من المياه النقية وواط واحد من الكهرباء رغم أن الغالبية يعلم  ويدرك مدى اعتماد دولتنا الغالية على تحلية مياه البحر من اجل أن توفر للمواطن والمقيم المياه النقية العذبة للشرب والاستهلاك اليومي مع ندرة وجود المياه الجوفية لقلة الأمطار والتي تستخدم للزراعة والري. ومن المؤسف جدا أن نجد  استهلاك الفرد للمياه في قطر  يعتبر من أعلى المعدلات في العالم ولقد زاد الاستهلاك ٧٠٪ منذ ٧سنوات . وبالطبع فإن هذا الاستهلاك  يعتبر هدرا كبيرا للموارد والثروة المائية والكهربائية التي نستخلصها من مياه البحر بتكاليف كبيرة لا يمكن أن يتصورها هذا الذي يسرف في استهلاك هذه الثروة. إن الحفاظ على المياه العذبة الصالحة للشرب من أولويات إستراتيجية التنمية كما قال وزير التخطيط التنموي والإحصاء ،كما أن الاهتمام بترشيد استهلاك الكهرباء والماء من أهم النقاط في رؤية ٢٠٣٠.  إن الله عز وجل لا يحب المسرفين فالإسراف إهدار للمال والموارد ومقومات التنمية ولن يكلفنا شيئا عندما نعمل على الترشيد في هذين القطاعين ونحاول أن نترك ونحن نغسل أو نتوضأ أو نسقي زراعتنا أو عندما نغادر الغرفة ولا نطفئ الأنوار فيها  . فلنكن دعاة خير ونوعي أبناءنا وخدمنا وأصحابنا وجيراننا كيف نكون محافظين على موارد البلاد والبيئة حتى لا يأتي يوم لا نجد فيه قطرة ماء أو ضوء ينور المكان . فالترشيد في كل شيء أمر ضروري من اجل تنمية بلادنا وتوعية الأجيال القادمة بأهمية مواردنا والحفاظ على مقدراتنا وتكرس جهات البحث في الدولة جهودها من اجل إيجاد الحلول اللازمة للمحافظة على وجود مثل هذه الموارد حتى ولو كانت مصنعة.  وتعتبر قطر الدولة الوحيدة في العالم العربي التي لا تكلف مواطنيها وبعض المقيمين على أرضها دفع فواتير الكهرباء والماء وهذا ما جعلها موضعا للحسد والغيرة من الغير.  ومن حقنا أن نفتخر ببلادنا وقيادتها الحكيمة التي ترعى شعبها وتحاول أن توفر له الرفاهية والراحة ، حفظ الله بلادنا من حسد الحاسدين وكيد الكائدين وخيانة المقربين.