28 أكتوبر 2025
تسجيلالقمة العربية الـ 26 التي عقدت مؤخرا في شرم الشيخ نتج عنها إضاءات جديرة بالمتابعة، وذلك لتميزها بمستوى تمثيل ناجح، وبيان ختامي يجعلها من أهم القمم العربية المنعقدة منذ إنشاء جامعة الدول العربية، لكن العبرة بمدى التعاون والالتزام من الدول العربية بما اتفقت عليه خلال الاجتماع، وأهمها تشكيل قوة عربية مشتركة، وهو الحدث الذي تباينت حوله الآراء، حيث نص البيان الختامي للقمة على أن: “تتدخل هذه القوة عسكريًا لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء بناء على طلب من الدولة المعنية“. ومن محاسن ما تمحض عن القمة العربية، هيمنة الأزمة اليمنية على أجوائها على وقع عملية “عاصفة الحزم” العسكرية، التي تقودها السعودية في اليمن ضد مسلحي جماعة (الحوثي) وقوات من الجيش التابعة للرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، حيث تعهد القادة، في البيان الختامي بالوقوف “صفا واحدا حائلا دون بلوغ بعض الأطراف الخارجية (لم يسمها البيان) مأربها في تأجيج نار الفتنة والفرقة والانقسام في بعض الدول العربية، بما في ذلك اتخاذ اللازم نحو تنسيق الجهود والخطط لإنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات. أيضا من إيجابيات ما خرجت به القمة تكريس أعمالها لبحث التحديات التي تواجه أمننا القومي العربي وتشخيص أسبابها، والوقوف على الإجراءات والتدابير اللازمة لمجابهتها، بما يحفظ وحدة التراب العربي ويصون مقدراته وكيان الدولة والعيش المشترك بين مكوناته في مواجهة عدد من التهديدات النوعية. أن مفهوم الأمن القومي العربي ينصرف إلى معناه الشامل وبأبعاده السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما أكدت عليه القمة قولا وعملا في التعامل مع التطورات الراهنة التي تمر بها منطقتنا، وعلى الضرورة القصوى لصياغة مواقف عربية مشتركة في مواجهة كافة التحديات، من منطلق أن ما يجمع الدول العربية عند البحث عن اجابات على الاسئلة الرئيسية للقضايا المصيرية هو أكبر كثيرا مما يفرقها، إن التحديات العربية باتت شاخصة لا لبس فيها ولا نحتاج إلى استرسال في التوصيف، بقدر الحاجة إلى اتخاذ التدابير اللازمة للتصدي لها، وقد تجلى ذلك بشكل ملموس فى المنزلق الذى كاد اليمن أن يهوي إليه، لذا يجب أن نبذل كل جهد ممكن للوقوف صفا واحدا حائلا دون بلوغ بعض الأطراف الخارجية مأربها فى تأجيج نار الفتنة والفرقة والانقسام. إننا في لحظات الضعف وفي زمن الهوان تسابق على غزونا الأعداء، فقوى الاستعمار القديم والحديث لا تترك لنا فرصة للتوحد، فكل مخططات الاستعمار تستهدف التفتت والتشرذم للعرب وللمسلمين، حتى يتم تقسيم دولنا على أسس طائفية لتحقيق استمرارية مصالحهم. إننا ننساق وراء التوهمات الأمريكية التي تلعب بمقدرات الجميع، والتي لا ترى غير مصلحتها، فهل نعي الدرس جيداً وندرك أن إنشاء قوة عربية بداية لطريق توحد عربي إسلامي نواجه به هذه المخططات وتلك التحديات، فبالإرادة نقهر الظلام الذي يعشش بدواخلنا. وسلامتكم