20 سبتمبر 2025

تسجيل

سادة الحب

02 أبريل 2015

لم يخلق الله الكون عبثاً، بل هناك قوانين لابد من السير عليها، هناك من يعلمها ويعمل بها وهناك من يعمل بها ولا يعلمها، وللنفس البشرية قوانينها ولكني أتعجب من قانون عندما يطبق نجد أن الحياة تختلف في مجملها، بل ويسعد بها من يطبق ذلك القانون، فلو سألت اليوم سؤالاً لكل قارئ لهذه السطور هل تستطيع أن تحب ما تكره؟ وهل تستطيع أن تقاوم كل ما تحب؟.في هذه النظرية البسيطة في كلماتها ولكنها حكيمة عندما تعمل بها فأساس النفس البشرية أنها تحب وتكره بل وشهواتها عديدة لا تنتهي ولا تقف عند سقف معين وعندما نسلم أنفسنا لتلك الشهوات فنحن ننجرف بعيداً من حيث لا نشعر.في قصة يوسف عليه السلام طبق هذه النظرية بشكل عجيب واستطاع أن يصل لما يريد عندما كبح جماح النفس وأحب ما يكره وقاوم ما يحب ولن أسترسل في ذلك، فالقصة جلية واضحة لمن تدبرها وأترك لكم التدبر فيها.ما يهمني اليوم أن نعلم أننا بشر نسير بقوانين الله في الخلق وأن للروح قانونا وللعقل قانونا وللنفس قانونا وهذا الثالوث هو ثالوث الحياة عندما نسير وفق القوانين سنشعر بحقيقتنا وحياتنا وسعادتنا والعكس صحيح.من لم يطبق ذلك القانون فلاشك أنه سيسعى دائما خلف ما يحب دون النظر لأي عواقب وهؤلاء هم وقود الشهوات وحطبها، لن يتوقفوا حتى يحترقوا تماماً، بل نارهم من جانبين، نار الشهوات ونار الكره، وكلاهما أشد من الآخر أو أنه سيبقى خلف تلك الشهوات ولا يحصل عليها فيعيش حياته حسرات ويبقى يكره فتصبح حياته كئيبة لا قيمة لها بتاتاً.سبق وقلت لكم إن الحب دين وليس عبثاً، بل هو دين في كل أشكاله وله قدر وقانون رباني يتغلغل في تفاصيل الحياة ومعيشتها، ديناً ودنيا، بل هذه الكلمة هي أساس للعبادة وللحياة وراحة للقلب والنفس وصفاء للعقل وغذاء للروح، فحب الله عبادة وحب الناس راحة وحب الخير يجلب الخير وحب المعروف إحسان والحب للقلب وقود ينبض كل يوم وهو جمال النفس متى ما أحبت بصدق وإخلاص والأرواح جنود مجندة، تآلفها حب مستدام وعندما نتجاوز قوانين الحب فلاشك أننا ننقلب على الحب باسم الحب.يا سادة الحب، أحبوا بقدر وقاوموا ما تحبون ليستمر الحب في كل أمر وأحبوا ما تكرهون لتصنعوا الهدوء في حياتكم، فالإيمان لا يكتمل إلا بالحب، والحب لا يكتمل إلا بالإيمان الذي هو الصدق والأمانة والإخلاص، قولاً وعملاً، ونية ومقصداً، والإنسان رهينة لهذه الكلمة، فإن تمكنت منه وقادته فسوف يغرق وإن تمكن منها وقادها، فسوف يبحر في حياته طيباً معافى سعيداً محسناً نافعاً غير ضار.وعليكم أن تعلموا أن الانتصار في الحياة لن يكون إلا عندما تنتصرون على أنفسكم وأنكم لن تنتصروا على أنفسكم إلا بالحب.