17 سبتمبر 2025
تسجيلمع إعلان الدولة عن أكبر موازنة في تاريخها للسنة المالية 2014/2015 والتي تبلغ 225.7 مليار ريال وبزيادة بلغت نسبتها 3.5% عن موازنة العام الماضي ، يُدرك المواطن القطري جلياً ما توليه الدولة والقيادة الحكيمة حفظها الله من حرص واهتمام نحو تنمية شاملة في جميع النواحي يلمسها المواطن ويكون عاملاً مهماً في تنفيذ كل تفاصيلها كونه هو المستهدف الرئيسي وهاجس الدولة ومحور اهتمامها الدائم .ومن هنا نلاحظ على مدى الأعوام الماضية ما ترصده الدولة من ميزانيات ضخمة لبنية تحتية على طراز عالمي مُتقن يرتقي لمستوى الخدمات المتميزة التي تعمل الدولة على توفيرها لكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، بالإضافة أيضاً إلى ضمان توفير الرفاهية والعيش الكريم للمواطن ليصل في السنوات الأخيرة الماضية إلى أعلى دخل فرد على مستوى العالم ولله الحمد والمنة، وكل ما تقوم به الدولة من خطط لتنفيذ هذه التنمية الشاملة تأتي وفق ما هو مخطط له من خلال استراتيجية التنمية الوطنية 2011/2016 والتي تعكس رؤية قطر الوطنية 2030 .الميزانية الحالية خُصص جزء كبير منها ووفق تقديرات المصروفات لاستكمال وتنفيذ المشاريع التنموية من خلال رصد 87.5 مليار ريال للمشاريع الرئيسية، وأقف عند هذه النقطة بالتحديد لاسيما وأنها تندرج تحت مسار التنمية الوطنية والتي امتدت على مدى الأعوام الماضية من موازناتها والتي كان أيضا للمشاريع الرئيسية نصيب الأسد منها، إلا أننا ومع مرور السنوات تلو السنوات ولا زلنا وللأسف الشديد نعاني من نفس المرض العضال من سوءٍ لتنفيذ هذه المشاريع ناهيك عن التأخير في إنجازها في الوقت المحدد وكل هذا يعود بوجهة نظري إلى سوء التخطيط وعدم تحمّل الأمانة بصدق وإخلاص من قبل المسؤولين عن هذه المشاريع.وما حدث الأسبوع الماضي من فضيحة مدوية لمشروع طريق سلوى السريع وكشفٍ للمستور يعد خيانة كبرى للأمانة في تنفيذ المشاريع وفق ما هو مرسوم له، ويجعلنا للأسف لا نفرح كثيراً عند قيام الدولة بتخصيص الحصة الأكبر من ميزانيتها لهذه المشاريع "الضخمة والطموحة " على الورق و" الفاشلة " عند التنفيذ والتطبيق!!لأنها وببساطة لا تذهب إلى الجهات الأمينة التي تخشى ربها وتقدر حجم الأمانة الملقاة على عاتقها، مئات المليارات دفعتها الدولة على مثل هذه المشاريع وكأنها ترميها في أعماق البحر دون حسيب ورقيب ولو أنها أنفقتها في بضع سنين على قارة بأكملها لأصبحت جنة الله في أرضه!!ورغم الطفرة التي تشهدها الدولة في كافة المجالات وامتلاكها لكل مقومات النجاح والتميز إلا أننا عندما نقوم بالتخطيط والتنفيذ لمشروع حيوي نُصابُ بارتجاج دماغي يصاحبه عتهٌ حاد مع غباءٍ مفاجئ ولا نعلم ما هو سببه .. هل يعود إلى المبلغ القياسي المرصود لتنفيذ هذا المشروع؟ أم لأن القائمين على هذه المشاريع لم يعتادوا على مثل حجم هذه المشاريع؟؟!! أمرٌ غريبٌ بالفعل، فبشهادة الجميع نحن مبدعون ومتميزون في عقد المؤتمرات الدولية وفي تنفيذ المشاريع الاستثمارية العملاقة خارج قطر، ولكن الأمر مختلف تماماً عندما ننوي إقامة مشاريع حيوية داخل البلاد فتبدأ الحالة تتفاقم شيئا فشيئاً حتى ينكشف المستور إما بفعل العوامل الطبيعية أو بفعل تدقيق مالي يكشف حجم السرقات والاختلاسات!!ولعل مشروع مطار حمد ليس عنّا ببعيد وهو أكبر دليل على مدى ما نعانيه من فساد وتخبط ولا مبالاة، ونأمل ألا تنتقل العدوى لمشروع الريل الذي تعوّل عليه الدولة كثيرا في المستقبل القريب وجعل الكل يتحمل ضريبة قيامه من خلال إغلاق الطرق الحيوية وزيادة الازدحام المروري.تعبنا من التمني الذي لم يبقَ لنا سواه كمواطنين بأن يتم محاسبة المقصرين الذين سعوا في الأرض تهاوناً وتجاوزاً من خلال سوء التخطيط والتنفيذ، نتمنى أن يكونوا عبرة لغيرهم ومعاقبتهم مهما كان حجمهم أو مناصبهم، فقطر ليست لأحدٍ دون أحد بل هي للجميع وأمانة في أعناقنا ما كتب الله لنا من حياة .