الكذب عادة مذمومة فلم نقلدهم ؟

تجاوزنا امس ولله الحمد الليلة المشئومة التي يطلق عليها العابثون يوم /كذبة ابريل/ ولا يمكن حصر كم من الافراد والاسر في هذا العالم الفسيح تعرض لها الليلة الماضية، وكم من المصائب والمشاكل والمحن التي تسبب بها هؤلاء الكذابين، فهناك من أخبر بوفاة عزيز عليه أو حدوث حادث لحبيب إليه أو نزول مرض بصديق له وأصيب البعض بأمراض السكر وضغط الدم بسبب شدة الصدمة بالخبر المكذوب.. ومن المؤكد هناك من الناس من تعرض لآثار سلبية فمنهم من فقد صوابه ورشده وعقله وتقاطع البعض بسبب الكذب واللعب بدين الله والاستهتار بحدود الله والاستهزاء بزجر الله ورسوله.هذا الكذب الذي استشرى في المجتمعات واصبح له يوما هو يوم الاول من ابريل يتفاخرون بأحسن كذبة استطاع ملفقوها تمريرها على ضحاياهم، الديانات السماوية تعتبر الكذب صفة مذمومة وفي ديننا الاسلامي الحنيف وصف الله متعاطيها بأقبح الأوصاف وذمهم ونفى عنهم الإيمان بآياته، وذكر الله تعالى هؤلاء الكذابين ومن يتبعهم من المنافقين بأنهم من ضعاف النفوس، وانهم مخادعون انتكست بصائرهم وظنوا أنهم سيخدعون الله تعالى كما يخدعون الناس، فقال تعالى فيهم /يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ/اعتاد الغافلون اللاهون أن يتعمدوا الكذب أو يحدثوا أحداثا مكذوبة في أول ابريل الميلادي ويسمونها بكذبة أبريل، يضحك بعضهم بعضاً ويتعمد الكذب ليسجل موقفاً محرجاً لصديقه أو زميله أو يحدث ممازحة يمازح بها أصدقاءه وزملاءه ورفقاءه، فيقول هذا مزاح أو هذه كذبة بيضاء، والبعض يحاول أن تكون كذبة أبريل قوية جدا جهلاً منه وغفلة عما يسببه الكذب من مآس ومحن، فيتصل بصاحب له أو قريب يستدعيه للمساعدة في مصيبة نزلت به، فإذا وصل إليه أخبره انها كذبة أبريل.كذبة ابريل لم تأت من فراغ بل لها جذورها، وقد ذهبت أغلبية آراء الباحثين على أن "كذبة إبريل" تقليد أوروبي قائم على المزاح، واستمرت تنخر في جسد مجتمعاتنا حتى تاريخنا المعاصر الذي يحرص الغرب بإذكائها واحيائها، ويتبعهم للاسف الغاوون من بني جنسنا بسذاجة وغباء متناسين ان إسلامهم امر بالمعروف ونهى عن المنكر وأمر بالفضيلة ونهى عن الرذيلة وأمر بالصدق ونهى عن الكذب، انهم لايدركون ان للغرب حساباتهم واجندتهم في ذلك كي يسقطوا ابنائنا في براثن كذبهم المقدس.الباحثون يرون أن نشأة كذبة ابريل تعود إلى القرون ‏‏الوسطى حيث كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول ‏‏فيطلق سراحهم في أول شهر ابريل وهناك باحثون آخرون يؤكدون أن كذبة أول إبريل لم تنتشر بشكل واسع بين غالبية ‏‏شعوب العالم إلا في القرن التاسع عشر التي نحن اول من صدقها وتبناها واصبحت تلازمنا كل عام.اخوتنا الافاضل إن الكذب مذموم ومحرم على المسلم قولا وفعلا سواء كان ضاحكا به أو جادا ومخادعا أو محتالاً.اعلموا أن الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبده خيراً وفقه للصلاح والعمل الصالح والخلق الكريم فكان أحسن المخلوقين، وإذا أراد بعبده سوءاً أوكله إلى نفسه بما كسبت يداه فظهر فاسدا مفسدا ذا خلق سيئ وطبع فاسد.اللهم اجعلنا ممن وفقه الله بالخلق الكريم لنكون خير المخلوقين آمين. وسلامتكم