11 سبتمبر 2025
تسجيللعلي قاربت الصواب إلى حد كبير حين القول إن ما يجري في الوطن العربي من زعزعة لأحكام وتهاو لأخرى ونقد وتذمر علني وانزعاج مستمر من ممارسات مورست ضد شعوبنا وضغط وانتهاكات عرفتها بنو جلدتنا في السابق وتأباها وترفضها في الوقت الحالي ما كان لها أن تحدث لولا خوف الحكام من البعض وخوف البعض من البعض الآخر وخوف الجميع من أخطار خارجية تهددهم وتسعى للسيطرة والقضاء عليهم دون النظر إلى ما عرفته شعوبنا الأبية وعلى مدى عقود من الزمن من الإكراه والكبت والظلم والممارسات والانتهاكات التي تعدت حد التستر فخوف الحاكم بطبعه من قوى أجنبية تقايض بقاءه وتتعامى عن ظلمه وابتزازه مقابل نهب خيرات ومقدرات شعبه وخوف تلك الشعوب التي تصبح وتمسي أقرب إلى قول الشاعر:رمتني الأيام بمعصمي حالها لا الموت لي يصبو ولا الحياة تقتربوا كعصفورة بيد طفل يداعبها تقاسي عذاب الموت والطفل يلعبوالا الطفل ذو عقل يأنو بحالها ولا هي عامرة الجناح لتهربوا صبحت عاجزة عن الحراك بعدما كانت في قوة تتهيبوامنها إلى التمتع بموارد العيش الكريم فلا الحاكم يشعر بمعاناة شعبه والشعب إن صرخ كان الجلاد بالمرصاد الأراضي الصالحة للزراعة 175 مليون هكتار ولعلي أستطيع أن أجزم أنه لولا الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المزرية التي عانتها شعوبنا على مدى العقود الماضية من البطالة وغلاء المعيشة مقابل تغافل الحاكم واعتبار كل متضرر خارجا عن القانون لما آل الأمر إلى ما آل إليه فمساحة الوطن العربي على اتساعها (13،7 مليون كيلو متر مربع) تقدر الأراضي الصالحة للزراعة منها بحوالي 175 مليون هكتار، لا تتجاوز المساحة المستغلة حاليا منها 53 مليون هكتار ما يعادل 30 % فقط، أي أن حوالي 122 مليون هكتار لم يتم استغلالها!! علاوة على إهمال استغلال المساحات الهائلة من المراعي التي تقدر بحوالي 552 مليون هكتار، تكفل عند استغلالها مع الأراضي الزراعية، تأمين معظم احتياجات شعوبنا من السلع الغذائية وإلغاء الفجوة المتزايدة الاتساع بين معدلات نمو الإنتاج الزراعي وتزايد الطلب عليها عبر تطوير وزيادة الصناعات المعتمدة على المنتجات الزراعية، في وقت ينمو فيه الطلب على الغذاء بمعدل 6 % سنوياً في حين أن الإنتاج لا تزيد نسبة نموه على 2 - 3 % فقط. اتساع الفجوة الغذائية ففي عام 2004 زاد العجز التجاري الزراعي العربي عن 22 مليار دولار، كما زاد العجز التجاري الغذائي عن 20 مليار دولار، وصلت الفجوة الغذائية 18.4 مليار دولار في عام 2006 شكلت فاتورة الحبوب منها حوالي 49% من قيمتها وفي الوقت الراهن بلغت واردات الوطن العربي من الحبوب حوالي 50 مليون طن إلى جانب توفير فرص العمل وتشغيل حوالي 40% من العمال والفلاحين العاطلين عن العمل، فجوة باتساعها يزداد الغضب وتعم الكراهية والحاكم مستغرق في نومه ولا يدري أن انتفاضة السجين أقوى من عصي السجان ومع تجاهل الحكام العرب التطورات القائمة على مختلف الأصعدة وفي شتى الميادين يبقي الحكام متجاهلين للتكامل الذي هو حلم الشعوب منفتحين بوتيرة متسارعة خارج حدودهم متغافلين بذلك عن رغبات شعوبهم انفتاح طالما اعتبره العديد من المراقبين أنه لو وجه إلى داخل الأقطار العربية لكان له الفضل في امتصاص بطالة تنخر الجسم العربي وصلت إلى أعلى مستوى في العالم أي ما مقداره 18 مليون عامل عربي عاطل عن العمل أي بنسبة 50% في حين تقدر العمالة الوافدة غير العربية لدينا تقريبا حوالي أكثر من 12 مليون وافد غير عربي يحزمون أمتعتهم ويغادرون إلى بلدانهم الآن بينما يشكل هذا الكم الهائل من العاطلين عن العمل في الوطن العربي نواة الثورة اليوم والعدوى تنتقل من بلد لآخر فالداء واحد والشعار واحد والثورة لن ينجو منها إلا من أعد العدة. وحتى ينجلي الغيم عما يجري وتتضح الأمور على أي وتيرة تسير يبقى السؤال الذي يطرح نفسه والمتكرر في خلجات كل عربي، هل ننتقل من حال إلى حال أم أن جهود التغيير ستذهب سدا؟