12 سبتمبر 2025
تسجيلفى الوقت الحالى أصبح الكثير منا يشكو من ثقافة الاستهلاك والترفيه وهذه الثقافة ليست منحصرة فقط على المستوى المحلى بدولة قطر ولكن أصبحت هذه الثقافة تغزو المجتمعات الخليجية بأكملها ولاسيما المجتمعات العربية بشكل عام، وذلك يرجع إلى التطور التكنولوجى وسيطرة الشبكة العنكبوتية على هذه المجتمعات وأصبحت عملية التواصل والاتصال تسير بسرعة البرق ولا يستطيع أحد مقاومتها ولا رفضها، ولكن أصبحنا مجبرين على مواكبتها بشكل مخيف على مجتمعاتنا وكل جوانب حياتنا العلمية والعملية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية خاصة وأصبح هذا الجانب الثقافى يتأثر بما يحمله من عادات وتقاليد وقيم وسلوكيات يسلكها أفراد المجتمع بأكمله، ولكن مع هذه العاصفة الالكترونية والطفرة الاقتصادية التى يعيشها مجتمعنا الخليجى، فأصبح الكثير من أبناء هذا الجيل تركيزه على الجانب الترفيهى والاستهلاكى منها أكثر من استثمارها بالشكل الصحيح الذى نأمل الوصول إليه فى استخدام هذه النقلة فى استغلالها للارتقاء بالمستوى الثقافى والوعى الكامل بأهمية القراءة والاطلاع على ثقافة العقول والشعوب المجاورة ونقتبس منهم ما توصلوا إليه ونبدأ من حيث انتهوا حتى نسهم بصورة حقيقية فى النهضة الثقافية التى تمر بها منطقتنا الخليجية والتى بأمس الحاجة إلى المثقفين والعلماء والكتاب للمساهمة فى الخطة الاستراتيجية القادمة ولابد من الاهتمام بالجانب العلمى والثقافى بشكل لايقل أهمية عن الجانب الاستهلاكى، ولذا كانت الفترة الماضية كانت مجالس كبار السن ما قبل النفط تناقش كافة القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع وبالفعل صنعت هذه المجالس الكثير من صناع القرار والمثقفين من خلال المشاركة والحوار والنقاش مابين الكبار والصغار وكانت تمثل صالونا ثقافيا على أعلى درجة من سلالم الثقافة والتى تشمل ثقافة الكبار وخبرتهم فى الحياة ونقلها إلى الأجيال من خلال هذه المجالس ولكن مع النقلة التى يمر بها المجتمع فى الوقت انحلت بعض هذه المجالس من الكثير من العائلات بالمجتمع نظرا لضغوطات الحياة وقلة الوقت لدى الكثير ومنها كانت تمثل هذه الصالونات الثقافية فى المجتمعات الأخرى الخليجية والعربية جزءا لايتجزأ منها وحرصهم على الحفاظ عليها وسواء كان من الكتاب او الشعراء او الأدباء ولدرجة كانت تمثل هذه الصالونات أسماء مشهورة فى العديد من المناطق ومازالت متعارفا عليها حتى فى وقتنا الحالى وإذا رجعنا إلى هذه الصالونات فسنجد أنها أثمرت مزيدا من المثقفين الذين أثروا الأمة العربية بفكرهم وثقافتهم وما زلنا نأخذ من هذه الثمار كمرجعية لفكرهم وفلسفتهم ونظرياتهم فى الحياة ومعالجة الكثير من القضايا التى يتعرض لها المجتمع، وإذا ذهبت إلى العديد من الدول العربية تجدهم يأخذونك إلى العديد من الأحياء الثقافية التى أثرت مجتمعاتهم ويحدثونك عن تجمعاتهم وشخصياتهم كنوع من التسويق للسياحة الثقافية لهذه المجتمعات، وبناء على مدى أهمية الصالونات والملتقيات الثقافية فى أحياء وتجديد العقول واكتساب المزيد من الخبرات العلمية والعملية لماذا لا يكون لدينا المزيد من أحياء هذه الأجواء الثقافية فى كل أسرة ومؤسسة ووزارة بالدولة وأن تتبنى هذا الصالون ولو بشكل شهرى يتناول كافة القضايا ومناقشتها والتى تهم كلا منا وبحضور نخبة من المتخصصين والمفكرين إليها ورفع التوصيات فى نهاية الجلسات وحتى يأخذ بها فى عين الاعتبار عند وضع الخطط والاستراتيجيات وسوف تكون هذه الخطط من واقع ملموس، واضافة إلى الأهمية والأجواء الفكرية والذهنية التى تستنتجها من خلال هذه الصالونات من تبادل الأفكار والخبرات المتنوعة والتعاون الفكرى فى مناقشة الكثير من هذه القضايا وفى حضور أكثر من جهة أو مؤسسة وتتناول هذه المواضيع فى جلسة واحدة، ومنها بحضور أكبر عدد من الفئات الشبابية ونستطيع من خلال مشاركتهم وتفاعلهم التخلص من الكثير من المشاكل النفسية والاجتماعية ومنها الخجل والعزلة الاجتماعية والتى تعانى منها نسبة كبيرة من هذه المرحلة وأن نخلق أجيالا قادرة على معالجة الكثير من قضاياهم الشخصية والمجتمعية ولهم دور بارز فى صنع القرار وأن تكون هناك حلقة وصل مابين الأجيال واصدار العديد من القرارات، واضافة إلى اكتساب العديد من المعرفة من خلال مجالسة ومحاورة هذه العقول بالصالونات الثقافية التى تكتسبها فى جلسة مدتها ساعتان فتفتح لك الكثير من الآفاق الثقافية ومتماشية مع رؤية قطر2030 ولماذا لم نشجع هذه الصالونات وأن تقام على مستوى العائلة الواحدة للرجال والنساء وبحضور شخصية أو أكثر لمنافشة العديد من المواضيع التى تهم الأسرة والنهوض بها ولما يكون هناك حلقة وصل ما بين وزارة الثقافة والمدارس والجامعات والمراكز الشبابية بتنمية هذه الصالونات على مستوى الطلاب وأن يكون لدينا جيل على درجة عالية من الحوار والجدال الفكرى من خلال احياء هذه الصالونات وتكون متنوعة القضايا التى تهم الأسرة أوالوزارة أو قضايا المجتمع نفسه ولو أحيينا بالفعل هذه الصالونات بالشكل الذى نسعى إليه فكيف سيكون المستقبل القادم، ونحن قادرون على ذلك.