13 سبتمبر 2025

تسجيل

وزير الخارجية على تويتر.. شخص أم دولة؟

02 أبريل 2012

بعيد تغريدة وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة في قمة بغداد الأربعاء الماضي: "لم انسحب من أي جلسة.. خرجت من القاعة للاجتماع برئيس وزراء العراق. وعدت بعد الاجتماع مباشرة الى الجلسة" أعلنت مختلف وسائل الاعلام ومنها الجزيرة الاخبارية خبرا حمل نفيه نفياً قاطعاً انسحابه من اجتماع وزراء الخارجية العرب والذي جاء منه ردّاً على ما ورد في بعض وسائل الإعلام عن انسحابه من الاجتماعات إثر تصريحات تناولت الشأن البحريني. كانت التغريدة تصريحا برقيا للنفي ومصدرا من مصادر الخبر عبر "العصفورة". فالنقلة النوعية في الأخبار الاعلامية الرسمية تبين ان تويتر "المسؤولين" حتى لو كان حسابا شخصيا اصبح مصدرا من مصادر الخبر الرسمي... وقد تمثل في ذاتها احيانا خدمة سريعة وحسنة، وقد تمثل اشكالية كبيرة للتفريق بين التصريحات الرسمية وتمثيل الدول.. وامام حق الفرد في التعبير والرأي اذا لم يكن الحساب مسطرا باسم جهة رسمية او منصب خصوصا اذا وضع الفرد اسفل اسمه تعليقا بان هذا الرأي يعبر عنه شخصيا. ولم أجد لدى وزير البحرين ما يبين ذلك ويكاد ان يكون الوزير الوحيد في مثل منصبه الحساس في الخليج الذي يحمل حسابا تفاعليا نشطا جدا له على تويتر متحديا بذلك اشكالية الخلط بين مفهومين، أو الفهم الضيق للحسابات الاجتماعية الحديثة ليس عند العرب فحسب بل حتى الغرب، حاملا في طيات تغريداته التعليقات الشخصية والتنفيس عن الذات كمثل نصه: "بعيدا عن السياسة شبعنا. نبى نضحك شوية" اضافة التعليقات السياسية التي تعبر عن وجهة نظره وقد تنسحب بالتالي قسرا على موقف السياسة الخارجية لمملكة البحرين. جدل تويتر از توًتّر تويتر دخله الوزير عدة مرات كان اكثره حساسية موقفه المستنكر لانزال الشاب المصري العلم الإسرائيلى من سفارة اسرائيل في القاهرة سبتمبر الماضي وحرقه، منوها بان: "عدم حماية السفارة (الإسرائيلية) في القاهرة يشكل انتهاكا واضحاً لاتفاقية فيينا لعام 1961م حول العلاقات الدبلوماسية" التغريدة اثارت جدلا بل حنقا كبيرا في اوساط السياسيين والاعلاميين والجمهور العام العربي على حد سواء، بل وانهالت على صاحبها انتقادات لاذعة، ولسنا في محفل تأويلها رغم حيادية وصحة المعلومة المهنية عن المعاهدة وتبعات الموقف الدبلوماسي بين الجهتين وسلبيته المتوقعة على مصر، ولكن مغردها وقع في اشكالية موقفها القومي او العربي او الاسلامي من علم كيان محتل لا نقبل أبدا كعرب الاعتراف به فضلا عن وضع سفارة له بيننا خصوصا ان مسؤوليهم الرسميين يحملون تصريحات عدائية تنافي بل تنقض اي معاهدة وفي كل محفل حتى على مستوى الاعلام الرسمي. الامر الذى ادى لإضافات أخرى له عبر "تويتر"،"لست مؤيدا لإسرائيل.. أنا أتكلم عن مسؤولية الدولة في هذا الشأن، فإن لم ترغب في حماية السفارة فلتطلب رسميا إغلاقها". "لا نتعاطف مع أي شخص.. إنها مسألة من مسائل القانون والالتزام". مجددا قمة بغداد واستخدام تويتر في اروقة قاعة الاجتماعات للتصريح أو النفي اعادت الجدل حول الحساب الاجتماعي لكبار المسؤولين السياسيين: هل يمثل شخص وزير، ام موقف سياسة دولة؟ وما تفسير مواقف السياسة الخارجية لها وتبعات هذه التغريدات على امن وعلاقات الدولة بغيرها؟ بعض الدبلوماسيات الدولية قطعت الطريق على التأويل بمسايرة الاعلام الاجتماعي وإطلاق حساب تويتر مثل الخارجية الأمريكية والخارجية البريطانية وغيرهما ممن فطن لذلك، بل وتفاعلت وزيرة الخارجية الأمريكية بفتح حساب خاص بها على تويتر. ولدرء الاشكالية التأويلية فإن الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند ردت عبر تويتر على اسئلة عن مواقف الولايات المتحدة من القضايا الدولية، وهذه ليست سرية بل تنقلها بعد ادخال الكلمة المفتاح " # اسكستيت" (اطرح سؤالا على الخارجية الاميركية). وهي في الوقت ذاته ما تنقلها في لقاءات يومية مع الصحافيين. وفي ضرورة توضيح ما اذا كانت الخارجيات تستخدم حسابا خاصا والتفريق بينه وبين الشخصي قالت ان "وزيرة الخارجية كلينتون جعلت التقنيات الجديدة والتحديث اداة كاملة في سياستنا الخارجية". واضافت "لدينا مثلا على الشبكات الاجتماعية حوالى 193 حسابا لمشتركين في وزارة الخارجية.. لدينا اكثر من مائة سفارة تستخدم حسابا على فيسبوك او تويتر". تبعية حساب شخص ذي منصب على ادوات التواصل يذكرني وباختلاف الموقف بمعنى الحديث الشريف: "انت ومالك لأبيك" فهل سيحتاج الفرد حسابين بوجهين، أم يحتاج حسابا رسميا كما فعلت كلينتون وناطقو وزارتها؟ ام يحتاج حسابا واحدا فقط مثل حساباتنا — نحن العرب — يؤكد أسفله انه فلان بن فلان... وان رأيه يمثله شخصيا... هذا اذا عُتِقَ الرأي الشخصي وخيارات الفرد واهتماماته ومتابعيه ومتتبعهم من التأويل الرسمي. كاتبة وإعلامية قطرية Twitter: @medad_alqalam medad_alqalam @ yahoo.com