"أحلام الأجيال" قناديل المستقبل

• بدعوة كريمة من الناشطة نور بنت جاسم قضيت يوم معايشة كاملا وسط قناديل المستقبل التي اشعلها طلبة وطالبات المدارس وبرعاية مركز ثقافي الطفولة في اكبر تظاهرة مدرسية علمية بمركز قطر الوطني للمؤتمرات بالمدينة التعليمية يومي السبت والاحد الماضيين. • ان مشاركة 79 من الباحثين الصغار لدليل على ان هناك فعلا افكارا وتطلعات طموحة تحتاج الاهتمام والرعاية، الطالب عبدالعزيز اليزيدي صمم نظاما للتوعية المرورية، وعبدالله سليم القدسي صمم سيارة للشرطة تستطيع ان تتخطى الحواجز، فيصل على طالب انجز شاحنة بموتور ضخم لشفط المياه الفايضة والفيضانات لتدفقها للصحراء للاستصلاح الزراعي، الطالب عبدالله المريخي ابتكر جهازا مرتبطا بأقسام الطوارئ لسرعة انقاذ المصابين والتعامل معهم قبل فوات الاوان، احمد الكواري ابتكر مقعدا لمساعدة المسنين على قضاء حاجتهم، والطالبة فاطمة ابراهيم صممت اسورة لكشف الكذب وهكذا. • ان الانجازات العلمية التي غيرت وجه الحياة واضافت للانسانية بعدا اجتماعيا او ثقافيا علميا نبعت اصلا من خاطرة وحلم صغير راود صاحبه وداعب خياله فافسح له مساحات من فكره وعمل على تطويره حتى يكبر ويترعرع.. وتشبث بحلمه وادفق له كثير جهد وتعب حتى لمع وتطور وبزغ للنور وفي المقابل بعض الحالمين لم يصمدوا طويلا لاجل احلامهم وبنات افكارهم فماتت في مهدها صغيرة كما بدأت. • وخلال معرض "احلام الاجيال" تسابقت المدارس ونظمت لطلبتها زيارات ارسلتهم افواجا وجماعات لتحض هممهم وتشعل فكرهم الابداعي وايضا للمتعة والتشوق والتعلم.. ولكن أين الداعمون من الشركات.. أين نجوم الكورة والغناء والشعر.. أين الآباء والامهات واصدقاء الطفولة، ان المكتشف الصغير يحتاج للايادي التي تصفق له.. يحتاج لمؤسسات لتحتضن افكاره لتنمو واحلامه الصغيره لتكبر وتتطور. • ان مشاركة 79 باحثا لدليل ان هناك اهتماما متزايدا باحلام وافكار الطفولة بمدارسنا مما يحتم على مركز ثقافي الطفولة العمل على عقد شراكات جادة مع المؤسسات الداعمة والشركات المنتجة ورجال الاعمال وخلق حلقة تواصل بمؤسسات البحث العلمي لتطوير هذه الاحلام، خاصة أن غالبية المشاركات نبعت من حاجة المجتمع وهمومه وأمنياته حيث تركزت حول قضايا المرور التي باتت تقلق المجتمع وتحصد الارواح او الشؤون الانسانية المرتبطة بذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين والاطفال. • من المؤسف ان مؤسساتنا واوطاننا العربية جبلت لاستجلاب الافكار المستوردة والابتكارات الاجنبية لكنها يغيب عنها ان ابناء الوطن ايضا بينهم مفكرون ومبدعون يحتاجون للدعم والتشجيع وقد اسعدني ضيف الشرف كنموذج للارادة القوية مبارك جاسم الخالدي الذي عرض أحد ابتكاراته المتمثلة في الاستفادة من عوادم السيارات وتحويل حرارتها الى طاقة لتسخين الماء وله عدة ابتكارات لكنها لم تجد الرعاية الكاملة لتنتشر ويستفيد منها المجتمع.. ولكن نقول لا يأس مع الحياة. • همسة: مددوا اياديكم لقناديل المستقبل لنجد هذه الابتكارات تمشي بيننا.. وشكرا لمركز ثقافي الطفولة على جهدكم الكبير ورعايتكم الرائعة. [email protected]