12 سبتمبر 2025

تسجيل

سعادة الوزير

02 مارس 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في عام 1978 حقق (لويس البرتو متشادو) فكرته في انشاء أول وزارة للذكاء، بالتعاون مع الرئيس الفنزويلي حينها (خمينيز )، واصبح متشادو أول وزير للذكاء في العالم، لأنه وببساطة ارتكز على تحقيق ذلك بقناعته أن الذكاء الانساني يمكن تعليمه لجميع الناس دون استثناء لأن الانسان بفطرته لديه الاستعداد لتعلم الذكاء مثل ما لديه الاستعداد لتعلم أي مهارة اخرى.ما تطرق له متشادو ليس بغريب عنا نحن المسلمين فقد قال الله في تنزيل محكمه (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ )، الذكاء فطرة جُبل الناس عليها، إلا أن البعض يُفعل هذا الجانب والاخر يُعطلهيجب ان ندرك ان التقدم والتخلف قضيتان متضاربتان لكن جذورهما فكرية، تتمحوران حول المنهجية واللامنهجية، واذا ما اتيح للأفراد تربية عقلية منهجية فإنهم حتما سيعرفون طريقهم إلى التفكير الصائب جيدا، فابتكار التقنيات حينئذ لن يكون عملا خارقا أو مستحيلا لأن التكنلوجيا أو التقنية بكل مستوياتها وآلاتها وحركاتها وسكناتها ما هي إلا ابداع العقول الممنهجة، والتربية والتعليم هما مجال بناء هذه العقول، واذا ما حققت التربية ذلك فإنه يمكن عندئذ تقليص الفجوة بين التخلف والتقدم.في عام 2004، أثار إصدار كتاب "صعود الطبقة المبدعة" لريتشارد فلوريدا انتباه الجمهور.يؤكد مؤلفه أن تطور المدن يستند من الآن فصاعداً إلى مقدرتها على جذب "الطبقةالمبدعة" المؤلَّفة من مفكرين ومهندسين، ومعلوماتيين، ومهندسين معماريين، ومصممين وفنانين. ومتخصصين في جميع المجالات.إنه في عصرنا هذا يمكن القول إن البقاء والغلبة للأذكى، وليس للأقوى كما كان يقال سابقا، فالذكاء يقود للتميز والوصول إلى اقصى درجات الجودة والارتقاء والابداع، وهذا من اهم اسباب البقاء في حلبة السباق الدولية.ما ادعو إليه هو ان تكون مثل هذه الافكار متواجدة في ذهن كل مواطن يعيش على هذه الارض الطيبة، وان تكون ثقافة الابداع والذكاء والتميز منهج حياة كامل وليس لتحقيق اهداف مرحلية فقط، فنحن نملك ولله الحمد كل الامكانيات التي تؤهلنا للوصول إلى ما نصبوا إليه.يمكننا تبني فكرة وزارة الابداع، أو هيئة المبدعين، أو ادارة الابداع في كل وزارة أو حتى قسم الابداع في كل منظومة حكومية كانت أم قطاع خاص لتنشيط هذه الفطرة المعطلة لدى البعض الذين يركنون إلى العمل التقليدي الممل الذي يفتقر إلى ابسط خصائص الابداع والتميز.أي دولة مطالبة باستثمار مواهب ابنائها الذين سيسهمون في نموه واستقراره وامنه ورفاهيته وبناء مستقبله، كما ان الارتقاء بالتعليم والتفكير والابداع والذكاء اصبح مؤشرا من مؤشرات الامم السعيدة المتقدمة.وان وزارة الابداع في اي بلد ستكون في موقع خاص في العملية التنموية الفكرية، ولا بد لها من ان تواكب حركات التجديد والتحديث، وان تترجم شعارات التميز والتجديد والابداع إلى اساليب عمل وممارسة.قال حكيم ياباني: (تعيش الشعوب على ثروات تحت اقدامها تنفد بمرور الوقت بينما تعيش على ثروات فوق رؤوسها تعطيها بقدر ما تأخذ منها).والسلام ختام ياكرام