26 أكتوبر 2025

تسجيل

صناعة النجاح

02 مارس 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الكثيرون منا يفشلون، لكن القلة منهم، الذين يصنعون نجاحهم من ذلك الفشل.بالأمس وصلني مقطع فيديو مؤثر جدا، وهو لطفل ياباني في استعراض للجمباز داخل مدرسته، زملاؤه الطلبة على المسرح بالعشرات، بينما أولياء الأمور هم الجمهور، والمعلمة أيضا كانت حاضرة عند منصة القفز.قفز في المرة الأولى، ففشل. ثم الثانية وفشل أيضا. كان الجمهور صامتا يترقب النجاح، فقط لاغير.حاول للمرة الثالثة، فشل أيضا، تبعها بالرابعة بعد تشجيع المعلمة وبقية الأطفال، لكنها أيضا كانت فاشلة.هنا بدأ اليأس يتسلل إلى قلبه، وبدأ بالبكاء، وكان يمسح دموعه، وشعر حينها بأنه ليست لديه المقدرة على اجتياز هذا التحدي!مع كل قفزة، كانت المعلمة تتحدث معه، تمسح على رأسه، وتشد من أزره، بل وتمسح دموعه أيضا.بعد الفشل الخامس، التمت عليه مجموعته في التدريب، ثم صرخوا مع بعض بعبارات لم أفهمها لغة، لكنها كانت واضحة بالنسبة لي.كانوا يشجعونه ويدفعونه للنجاح، لم يوبخه أحد، ولم يزجره أحد، ولم يحبطه أحد.تحرك للمحاولة السادسة، وكان يركض والجميع يترقب النجاح فقط لاغير، حتى مع مرات الفشل المتعاقبة.نعم فعلها في السادسة. لقد قفز بنجاح مبهر، حينها نهض الجميع مصفقا ومباركا هذا النجاح.عاد بكل بساطة إلى المسرح وقابل الجمهور، وانحنى شكرا لهم وتقديرا، حيث تعلم كيف يتواضع مع النجاح.وأنا أشاهد ذلك الفيديو المؤثر، استذكرت "توماس أديسون"، مخترع المصباح و(الفونوغراف) –بالنون- والكاميرا السينمائية.وإذا كان أديسون يعتبر الأغزر اختراعا في التاريخ، حيث سجّل 1093 براءة اختراع أمريكية باسمه، فضلا عن براءات اختراع في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، فإنه لم يقطف النجاح من أول قفزة.أديسون كان لا يعترف بالمستحيل، بل كان يعتبر الحواجز والعقبات طريقا للنجاح.كان يقدر قيمة النجاح الذي لا يأتي إلا ببذل الجهد فقط، وليس بالتمني والأحلام.أديسون كان يقول:"اهرب إلى غرفة هادئة كل يوم، وألقي الضوء على كل الاحتمالات".لذلك عندما سُئل عن محاولات الفشل الكثيرة التي واجهته، كان يقول:"أنا لم أفشل، بل وجدت 10000 وسيلة لم تنجح"!ما أجمل أن نربي أنفسنا وأبناءنا على قهر المستحيل، بالمعرفة والإيمان بقدرات الإنسان التي وهبه الله تعالى إياها، والتي إذا اجتمعت مع التوكل والأخذ بالأسباب، صنعت المعجزات البشرية. برودكاست: لو راجعنا عدد المصطلحات الفاشلة التي نرددها على مسامع الأبناء والطلبة، لعذرناهم بسبب تكرار مثبطات النجاح التي نستخدمها من حيث نعلم أو لانعلم. عبارات الثناء والمدح المتزن، وعبارات التشجيع والشكر المعتدل، ومكافآت النجاح البسيطة ولو كان عاديا، بإمكانها أن تصنع الفرق في حياة أجيالنا القادمة.