13 أكتوبر 2025
تسجيلبمشاركة خبراء ومؤرخين وأكاديميين من قطر ودول عربية وأجنبية، انعقدت الاسبوع المنصرم ندوة دولية تحت عنوان "صورة قطر في كتابات الرحالة الأجانب" نظمها مركز قطر للتراث والهوية تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر.. وكان الهدف الأساسي منها الحفاظ على الهوية القطرية التي اصبحت ضرورة يحتمها التطور الذي لفت انظار العالم اليها بانجازاتها الحضارية العظيمة وبتاريخها المشع اشراقا واصالة، وكانت بادرة تستحق الاشادة لمركز ناشيء يضع ضمن اهدافه توثيق كل ما كتب عن قطر في كتابات الرحالة للاستفادة من ذلك في كتاب يمزج بين الماضي والحاضر ويبرز صورة قطر المشرقة.جاءت الندوة غنية بالاوراق الهامة التي تركز على هذا الجانب والتي توصل اليها الباحثون من خلال مرتكزات هامة تؤسس لمرحلة هامة في تاريخ قطر الماضي والحاضر والمستقبل، وتوصل المشاركون لمعلومات ترسخ أبعاد الهوية القطرية. لتصبح مصدراً هاماً للمؤرخين والكتاب وعلماء الآثار والاجتماع، وهذا لعمري لب النتائج التي حققتها الندوة ونسعى جميعا لدعمها وتعميمها على النشء الذي لا زالت ذاكرته غضة عن ماضي بلاده ومسطحة في مناهجه التعليمية، وأرى ان نتائج الندوة فرصة لادخال هذا الجانب البحثي الى اجندة التعليم في قطر ليعرف ابناؤنا ماضي وتاريخ بلده بشكل موثق علميا وادبيا.التراث والهوية هما من القضايا الاستراتيجية المؤسسة لفلسفة الأمن القومي وما يرتبط بها من تنظيرات وتخطيطات وممارسات تتجاوز تحصين الهويات القومية وتراثها، وجاء في ورقة قدمها الدكتور المفضل الكنوني أستاذ التعليم العالي والأدب بجامعة سيدي محمد بن عبدالله بمدينة فاس بالمغرب بين فيها "أن أدب الرحلات قام بدور كبير في استقراء واقع الشعوب ووصف مكوناته وبنياته ومنظوماته الحضارية".من المعلومات الهامة التي زخرت بها الندوة ما قاله الدكتور عبدالعزيز عبدالغني أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر والأستاذ بجامعة أفريقيا عن تاريخ قطر حيث ذكر في ورقته: "اشتهرت قطر منذ بداية تاريخها بموقعها الوسطي الذي تبوأته في الخليج بأنها ملتقى طرق التجارة البرية وواسطة عقد التجارة البحرية، وذكر أن هناك كثيرين من الرحالة في هذه الفترة مثل فنست لوبلانك الذي تحدث عن اللؤلؤ في المنطقة، وجسبارو بالبي الذي أحصى قرى الساحل العربي للخليج، وبدرو تاكسيرا وتافرنييه وجان تشاردان".. اضافة الى بحث قيم آخر تناول اهتمام الرحالة الغربيين بمنطقة شبه الجزيرة العربية على اختلاف توجهات الرحلات من سياسية أو علمية أو حتى تنصيرية، وذكر فيه ان أوروبا كانت قد تلقت أخبار الثراء في شبه الجزيرة العربية منذ زمن هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد.من الاوراق القيمة تلك التي تطرقت الى العلاقات القطرية الفرنسية منذ مائة عام واكثر استقى مقدمها معلوماته من مكاتب الأرشيف بمدينتي مارساي وباريس، ومن خلال الأرشيف الدبلوماسي الذي تركه الرهبان الذين كانوا مبعوثين من طرف الفاتيكان، وايضا تلك الرواية التي رواها أحد أحفاد الفرنسي أنطوان الذي أقام في قطر منذ 1890م، وترك أرشيفا مهما، يحتفظ الباحث بصور ونسخ منه. العلاقات القطرية الهندية ايضا هي مادة خصبة للباحثين، وهناك جوانب متعددة الاثارة عن هذا الموضوع وغيرها من الوثائق القديمة التي تخدم الباحثين عن تاريخ وهوية قطر، وبقي ان نستفيد منها ونحافظ عليها للاجيال القادمة بعد ان يتم ترسيخها في اذهان الجيل الحاضر.. وسلامتكم.