15 سبتمبر 2025
تسجيلوقفت دولة قطر مع كل قضيانا العربية والإسلامية بالدعم السياسي والمالي والإعلامي ولم تدخر جهدا في ذلك، كانت في مقدمة الصفوف لإيجاد حلول للخلافات السياسية في اليمن والصومال والسودان وجيبوتي وإريتريا وعملت بكل جهد لإصلاح ذات البين بين الجبهات والمنظمات والأحزاب السياسية الفلسطينية، رمت بكل ثقلها في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة وتأزمت علاقات قطر مع بعض الأنظمة العربية بأسباب الدعوة لمؤتمر قمة عربية يكرس لنجدة غزة والدفاع عنها في تلك الفترة، في لبنان كانت الناصر الوحيد على مستوى الدول للمقاومة اللبنانية بكل الوسائل وراح أمير الدولة يتفقد آثار العدوان ويقدم العون المالي والفني لإعادة إعمار ما دمرته الآلة العسكرية الصهيونية ولم يعجب موقف قطر هذا الكثير من الحكومات العربية، في الشأن المصري منذ اليوم الأول لثورة الشعب المصري كانت قطر هناك بكل إعلامها لبث جرائم نظام حسني مبارك ضد الشعب المصري العظيم، وتشد من أزر الثوار في كل الميادين وفي كل المدن في الوقت الذي كانت وسائل الإعلام العربي والمصري لا تبدي إلا محاسن نظام مبارك الفاسد، وفي ليبيا وقف أبناء شعب قطر إلى جانب المقاومة الليبية المطالبة بإسقاط نظام معمر القذافي وشرب الصعيد الليبي من الدم القطري إلى جاني دماء الليبيين، في تونس حدث ولا حرج قدمت كل ما قدمته دون منة أو تعال على أحد. في المقابل تنهال علينا بالقدح والذم والاتهام بما لا يليق بنا أقلام الانتهازيين والكذابين والمنافقين وأصحاب المصالح ووسائل إعلام لا يهمها أن ينال الشعب العربي في كل مكان حريته واستعادة كرامته وكبريائه واستقلاله وإنهاء دور الفاسدين وطغاة العصر من الحكام العرب وأعوانهم. يتهمون قطر تارة بدعم السلفيين وتارة أخرى بالعمالة لدول غير عربية واحترنا في أمر هؤلاء الناس، إن أيدنا الشعب العربي في أي قطر عربي على استرداد كرامته وكبريائه وحقوقه من يد الطغاة والفاسدين من الحكام قالوا عنا ماذكر أعلاه، وإن صمتنا ولم نبال بقهر الحكام لشعوبهم قيل عنا بأننا متمتعون بالنعم ولا هم لنا إلا إشباع ملذاتنا، وقفنا مع الشعب في تونس وليبيا ومصر واليمن وقيل عنا إننا من أنصار السلفيين، وأن أيدنا المعارضة السورية والمجلس الوطني الانتقالي قيل عنا نؤيد العلمانيين وأمريكا وإسرائيل، من حقنا أن نعتبر مثل هؤلاء مرتشين من كل نظام عربي فاسد دكتاتور، من حقنا أن تهمهم بأنهم مرتزقة تحضرون في كل أزمات الشعب العربي مؤيدين مطبلين لزعماء الفساد والمفسدين والرذيلة. (2) انعقد في الدوحة مؤتمر الدفاع عن القدس وشارك في هذا المؤتمر أكثر من 300 شخصية عربية ودولية وافتتحه أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بكلمة معبرة عن حال القدس وفلسطين عامة وأعلن سمو أمير دولة قطر اعترافه بتقصير جميع الحكام العرب في معركة الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس، وجاء في خطابه الشامل مطالبة القيادات الفلسطينية بإنفاذ المصالحة بين تلك القيادات من أجل فلسطين والشعب الفلسطيني، وإعداد استراتيجية للقطاعات التي تحتاجها المدينة المقدسة وأعلن استعداد دولة قطر للمشاركة بكل إمكاناتها لتنفيذ استراتيجية دعم قطاعات القدس كما دعا الدول العربية بالتوجه إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار أممي بتشكيل لجنة تحقيق دولية مهمتها " التحقيق في جميع الإجراءات والممارسات التي اتخذتها إسرائيل منذ احتلال عام 1967 في القدس العربية " بقصد طمس معالمها الإسلامية والعربية ومصادرة أملاك سكانها العربي. وتناول محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية في كلمته الكثير من القضايا المكررة في كل مناسبة إلا أنه ناشد الشعب العربي والإسلامي بشد الرحال إلى المسجد الأقصى وذلك ليس تطبيعا مع المحتل الإسرائيلي كما قال ولكن دعما لسكان القدس على الصمود في وجه العدوان الإسرائيلي ومحاولاته إخلاء المدينة من سكانها العرب وتهويدها. لقد راح في خطابه يناشد الدول العربية بدعم صمود القدس ماليا وراح يستدعي التاريخ والفتاوى والأحاديث النبوية الشريفة وحسبته شيخ الأزهر السابق السيد طنطاوي لو لم أعرف محمود عباس شخصيا. طالب محمود عباس استنادا إلى حديث اعترف بجهلي في صحته أن الرسول عليه السلام أوصى "بالزيت لسراج القدس " وراح يردد كلامه خارج النص المكتوب " الزيت، زيت، زيت زيتون، زيت بترول (ضحك في القاعة). لم تفت سمو أمير دولة قطر رئيس الجلسة تلك الإشارة الزيتية وبسرعة بديهة ومن خارج النص المكتوب قال نعود إلى مسألة الزيت والتزييت (ضجة القاعة بالضحك): "قطر واصلت دعمها للقدس ولم تقطع زيتها عن المدينة ولا عن فلسطين. أن أجدادنا العظام هم من ذهبوا إلى القدس وأوقدوا سراجها بالزيت الذي حملوه إلى بيت المقدس، وراح سموه يذكر محمود عباس بطريقة غير مباشرة أن قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني في غزة وعقد مؤتمر قمة عربية من أجل حماية غزة من العدوان الاسرائيلي عام (2008) وغاب عنها محمود عباس بصفته ريئس السلطة الفلسطينية المسؤولة عن حماية الشعب الفلسطيني واسترداد حقوقه، كما غاب عنها الكثير من القادة العرب، وبأدب جم يليق بالزعماء راح سموه في كلمته يذكر قيادات وكوادر حزب الله اللبناني بان قطر وقفت بالزيت وبكل الوسائل معهم إبان العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان (2006) وفي تقدير الكاتب أن تلك إشارة إلى قيادات حزب الله اللبناني التي يتطاول بعضهم وبعض كوادرهم الإعلامية على قطر هذه الأيام بطريقة مباشرة وغير مباشرة وهي حملة ظالمة غير مبررة. آخر القول: قطر أعطت ولم تبخل، وناصرت قضيا أمتها دون تردد، وهي على العهد لنصرة مطالب الشعب العربي في التغيير واسترداد الكرامة والحرية.