15 سبتمبر 2025

تسجيل

زيدان " كشّ ملك " لمنتقديه

02 فبراير 2020

كانت دورة الحياة الربيع يعقبه الخريف في فترته الأولى ، عاد ليعيد دورة الحياة الجميلة لمدريد من جديد متمنياً أن يتفادى هذه المرة بعض الأخطاء متسلحاً بخبرته المكتسبة. زيدان يصعد السلّم من جديد. بعد أن وصل ريال مدريد إلى القمة في 2017 بتحقيقه لثنائية الدوري والأبطال بأداء ومستوى مميز أتى منحنى الهبوط وبدأ يتراجع مستوى الفريق بشكل حاد. بالرغم من أن الريال توج بالأبطال للمرة الثالثة على التوالي في 2018 إلا أن الفريق كان سيئاً في أغلب فترات الموسم وأتى صيف 2018 ليزيد الطين بلة ففيه أعلن زيدان رحيله عن الريال وتبعه رونالدو بانتقاله لليوفي لينهار سيد أوروبا. موسم 2018-2019 كان امتدادا لسوء الأفراد في الموسم السابق وكان "التشبع" هو التفسير الوحيد المنطقي لأن مستوى الفريق لم يتغير مع تغير المدربين وحتى مع عودة زيدان إلا أن الريال كان مجرد شبح لما كان عليه في عهد زيدان الأول. صيف 2019 لم يكن أفضل من صيف 2018 فأثناء الموسم الإدارة كانت تهدئ الجمهور بتسريبها لأخبار عن ميركاتو تاريخي وغربلة للفريق ولكن ما حدث أن السوق كان متوسطا وتبعه أداء متواضع في الجولة الإعدادية تعرض فيها الريال لهزيمة مذلة بسباعية أمام جاره وغريمه أتلتيكو لينقلب الجمهور والإعلام على زيدان الذي بطبعه الهادئ لم ينجرف خلف ضغوطات الإعلام أو الجمهور وأصر على ثقته بالمجموعة الحالية وبرضاه على الصفقات. بدأ الموسم والريال مازال يترنح فهو يفوز بدون إقناع وهشاشة خط الدفاع ما زالت مستمرة إلى أن أتت الهزيمة بثلاثية نظيفة أمام باريس سان جرمان التي كانت نقطة التحول في موسم الريال. في الوقت الذي انشغل به الإعلام الأسباني بربط الفريق مع مدربين أخرين وتوقع توقيت إقالته كان زيدان مشغولاً بالعمل مع فريقه وإعادة ضبط الأمور. خسارة باريس كانت تمثل " الضربة التي لا تقصم ظهرك تقويك " فبعدها بدأ الفريق بسلسلة 26 مباراة بدون هزيمة خلالها تأهل إلى دور الـ 16 في دوري الأبطال ، حقق كأس السوبر الأسباني ويتصدر الدوري الأسباني بفارق 3 نقاط - حتى كتابه هذا المقال - مع عدد كبير من الإيجابيات منها عودة الثقة لكورتوا ، صلابة خط الدفاع ، مستوى كاسميرو الرائع وعودة تألق مودريتش وكروس. تعامل زيدان مع الضغوط بشكل جعل فريقه يتحول من منحنى الهبوط إلى منحنى تصاعدي رهيب ذكرني بما ذكره مدرب ريال مدريد السابق رافا بينتيز - وجسّده زيدان هذا الموسم - عندما سأله صحفي ما الشيء الذي تعتقد أن الجماهير واللاعبين لا يفهمونه في مهنة التدريب ؟ أجاب : "أحياناً لا يفهمون أن عليك اتخاذ القرار ويفكرون في مباراة واحدة وانت تحلل الصورة الكبيرة ، لا يملكون الصورة الكبيرة من الداخل لذا عليك اتخاذ القرار حتى ولو كنت تعلم أنه ليس القرار المثالي حالياً ولكن عليك اتخاذه لمستقبل الفريق". هكذا شاهدت زيدان يعمل.