10 سبتمبر 2025
تسجيلبعد أيام قليلة تنطلق بطولة كأس الخليج في نسختها الـ 25 في مدينة البصرة الجميلة في العراق الشقيق بمشاركة منتخبات (قطر والكويت وعمان والسعودية والبحرين والإمارات والعراق واليمن) والحقيقة أنه سرني جدا أن تبقى هذه البطولة في عهدة الأشقاء في العراق لهذه النسخة لا سيما وأن الأمور تباينت ما بين إبقائها أو نقلها لدولة مستضيفة أخرى، بعد أن تناقلت قنوات إعلامية وصحف أنه كان من المحتمل انتقال البطولة لبلد آخر بعد وقوع أحداث عكرت أجواء هذا البلد المستهدف من أعداء الاستقرار والأمان لكن والحمد لله بقيت كأس الخليج في العراق بحسب الوعد الذي جاء على لسان رئيس الاتحاد الخليجي لكرة القدم سعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني الذي سبق الجميع وأسكت الأفواه المغرضة حينما صرح بالحرف الواحد: (بصراحة أشعر بحزن شديد عندما أسمع عن وجود شكوك في إقامة كأس الخليج بالبصرة لذا أقول لكل العراقيين لا تقلقوا أبدا فالبطولة ستقام في العراق) وبالفعل باتت كل الاستعدادات تكشف أن خليجي 25 بصراوي بإذن الله حيث توافدت المنتخبات المشاركة للتحضير لمبارياتها التي سوف يحضرها مشجعون من جميع دول الخليج واليمن مواطنون ومقيمون لا سيما بعد أن قام العراق مشكورا بإلغاء تأشيرات الدخول لأراضيه لتشجيع الجميع على الحضور للبطولة والاستمتاع بأجواء البصرة التي تصل لنا مقاطع رسمية وشعبية عن ترحيب الجميع هناك بالجماهير الخليجية للحضور وزيارة مدينتهم التاريخية ودحض كل الشكوك التي تتناقل زيفا انعدام الأمن والأمان فيها وأن جميع العراقيين يرحبون بالأشقاء في الخليج لحضور البطولة للمرة الثانية التي تقام على أرضهم وتحديدا في ملعبي البصرة الدولي (65 ألف متفرج ) والميناء (30 ألف متفرج) وهما ملعبان يقعان ضمن المدينة الرياضية في البصرة التي تضم أيضا مركزا طبيا متطورا ومجموعة فنادق حديثة لسكن المنتخبات وملعبا للتدريب ومراكز تجارية وترفيهية وبلغت كلفة تنفيذ المدينة الرياضية ما يقارب المليار دولار بعد أن استضافت (بغداد) المرة الأولى للعراق عام 1979 استطاع منتخب العراق حينها التتويج باللقب وينتظر بعدها العراقيون قرابة 40 عاما ليتمكنوا في عام 2023 من انتزاع حقهم بالاستضافة نظرا للظروف السياسية الصعبة التي مر بها العراق الشقيق من تضعضع الأوضاع الأمنية في شوارعه وأحيائه ومدنه مما تعذر وقتها أن يستضيف بطولة بحجم كأس الخليج، لكنه أخيرا فعلها وبتنا في الخليج على موعد سار مع رؤية هذا البلد العربي الشقيق ينهض على قدميه ويعبر عن امتنانه الذي جاء على لسان رئيس الاتحاد العراقي اللاعب المخضرم والدولي الكابتن (عدنان درجال) الذي غرد عبر حسابه الرسمي: (نبارك للعراقيين استضافة خليجي 25 في البصرة بعد جهود حكومية وجماهيرية تكللت بالنجاح وعملت كفريق واحد طيلة الفترة الماضية ونثمن موقف الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي على دعمهم ملف البصرة). ورغم أن مثلي في قطر من يود بطبيعة الحال أن يتوج (العنابي) باللقب والكأس إلا أنني حقيقة أود إن لم يتيسر هذا أن يظفر منتخب العراق بالكأس لأن هذا سوف يُعد هدية جميلة تُفرح شعبه الذي عاني من ويلات الحرب والشتات ما عانى ويحق له أن يفرح ويغني ويبتهج وأن يسهر للصباح في شوارعه النابضة إذا ما حقق ذلك الانتصار الذي سوف يكون بموجبه بطل خليجي 25 ولذا يحق لهذا الشعب الطيب المضياف أن يفرح وأن تجد السعادة ممرات واضحة وواسعة إلى قلوب أصحابه لأن ما مر في العراق لا يمكن حتى أن نتمناه لأعدائنا وأعتقد بأن عقودا من الآلام باتت كافية لأن تُطوى بإذن الله ويتنفس أهل العراق وأن يرسموا مستقبلا يليق بهم وبتاريخهم ومكانة بلادهم الجميلة وليكن (بصراوي 25) البداية لهذا البلد وأدعو الله أن يوفق الأشقاء في العراق لأن تمر هذه البطولة بأمان ونجاح وبمفاجآت كروية ممتعة والعراقيون لها.