18 أكتوبر 2025
تسجيلتمر علينا الكثير من المواقف اليومية التي تضايقنا، ونواجه الكثير ممن لا يحسنون انتقاء ألفاظهم وسلوكهم، فمنهم من قد لا يحسن انتقاء الكلمات المناسبة لموضوع النقاش، أو يحول النقاش إلى استهزاء، ومنهم من يجعل نزواته ورغباته هي من تقوده، فتجده يسرع بالسيارة متى ما رغب بذلك، ويسير ببطء شديد متى ما انشغل بهاتفه، ومنهم من لا يحسن التصرف في المجالس، فتجده يحاول إثبات رأيه، أو يحاول شد الأنظار نحوه. وغيرها من التصرفات التي عادة لا تصدر إلا عن جهل، أو غياب حكمة، أو خلل نفسي، أو قلة أخلاق، أو مصلحة شخصية، أو حتى مجرد غباء وسفاهة، وغيرها من الأسباب التي تجعل التعامل مع البشر متعبا ومنهكا وأحد أهم مسببات الكثير من الأمراض النفسية والجسدية. أعرف شخصاً كلما قاد السيارة في الطريق وأزعجه شخص آخر بقيادته، فيبدأ في شتم هذا ولعن ذلك، وقد يصل به الحال أن يلحق بسيارة أخرى لإيقاف سائقها و»التفاهم» معه، وهذا التفاهم قد يبدأ باللسان ثم يمتد ليكون باليدين والرجلين. جميعنا يحسن القتال في المعارك، ولكن ليس الجميع لديه من الحكمة التي تجعله «ينتقي» المعركة التي يريد فعلاً خوضها، يقول الشاعر: لو كلُّ كلبٍ عوى ألقمتُه حجرًا لأصبح الصخرُ مثقالاً بدينارِ انتقاء المعارك اليومية هو فن لا يجيده سوى من كانت لديه ثقة كبيرة في نفسه، فلا ينبغي أن ننجر للمعارك الجانبية في الحياة، فيكفي أن نتجاهلها، أو نرد عليها بكلمة من فنون الرد الملجم للآخرين، كقصة ذلك الرجل الذي كان مدعواً لوليمة، وأراد شخص إحراجه أثناء تناول الطعام فقال: ما لك تأكل الخروف بشراهة وانتقام وكأن أمه نطحتك؟ فرد عليه الرجل: وما لك تشفق عليه وكأن أمه أرضعتك؟ Twitter: khalid606