14 سبتمبر 2025
تسجيلالإحسان في الأعمال هو جزء من منظومة الحياة السعيدة التي ينشدها كل واحد منا، ولعل الإحسان وهو درجة عالية من التعامل، سواء بين العبد وخالقه أو بين المخلوقين والعباد، فكل منا يعمل ولكن ليس كل منا يحسن العمل، لست هنا لكي أعرف الإحسان لغة واصطلاحاً، ولكننا هنا نعرف الإحسان عملاً وثقافة، ففي سورة يوسف قال الله عز وجل "وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ" وقال على لسان السجناء وهم يتحدثون ليوسف "نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ" وقال "وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" وقال "قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ" وقال "إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" في سورة واحدة ذكرت هذه الكلمة خمس مرات، فالله أعطى يوسف الحكم والعلم لأنه من المحسنين والسجينان طلبا الفتوى من يوسف لأنه من المحسنين وأن التقوى والصبر من صفات المحسنين وأن المغفرة والعفو والرحمة تأتي من المحسنين كل هذه معان عظيمة لصفة الإحسان، فمتى ما تعلمنا كيف نحسن لله ولخلقه فنحن في خير عظيم حتى في أعمالنا اليومية لابد أن نغلفها بالإحسان عملاً وقولاً من خلال إتقان العمل والقول الصادق بعيداً عن صفات الكذب والخداع وتصريف الأعمال لمجرد الانتهاء منها والإحسان يعد من أعلى مراتب الدين، فالله كتب الإحسان على كل شيء فإن الله محسن يحب الإحسان.فرغم الظلم والقهر الذي مر به يوسف عليه السلام ورغم الكيد الذي كيد له ومع هذا كان عبداً صالحاً ومحسناً فكان الأجر والمثوبة من عند الله فأعطاه الحكم والعلم وتأويل الأحاديث وجعله عزيزاً في مصر فلم ينصره أخوته ولا أب ولا جماعة بل نصره الله عز وجل وللنظر في هذه القصة ومعانيها لنعلم أن العزة من عند الله وليعلم كل ظالم وكل من يكيد كيداً أن الله يسمع ويرى وأن العاقبة للمحسنين، فاليوم أستطيع القول لكل واحد منا كونوا محسنين وعندها لا يعتريكم الخوف مما هو أمامكم ولن تحزنوا على أمر فات بل أبشروا بالتمكين في الأرض فالعاقبة للمحسنين هذا دين لمن عمل به وليس كلاماً مرسلاً نمني به النفس وأذكركم بآخر سورة يوسف لتعلموا أن كل ما نقوله في هذه السلسلة دين ووعد وحق على الله حيث قال في آخر السورة "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" راجعوا هذه الآية أكثر من مرة لتعلموا ماذا يقول الله لنا.