17 سبتمبر 2025

تسجيل

قمة المجد والتطلعات

02 يناير 2014

جاءت قرارات القمة العربية الرابعة والعشرين هذه المرّة ومنذ إنشائها عام 1945 مواكبة لما تقتضيه الحالة التي تمر بها الأمة العربية من ظروف استثنائية وحرجة من خلال جملةٍ من القرارات التي تصب في صالح عدد من قضاياها الراهنة ومن أهمها القضيتان الفلسطينية والسورية. ومن أهم القرارات التي تُحسب لهذه القمة الموافقة على شغل المعارضة السورية لمقعد سوريا في الجامعة كونه الممثل الشرعي للشعب السوري وما من شأنه أن يعطي غطاءً سياسياً ودعماً للمعارضة حتى الإطاحة بنظام بشار الأسد والانتقال السلس للسلطة والعمل على اعمار سوريا بعد هذا الدمار الذي تعرضت له خلال سنوات الثورة. وأيضاً من القرارات الهامة التي خرجت من هذه القمة إنشاء صندوق القدس وبمبادرة كريمة من سمو أمير البلاد المفدى ودعم سخي من قطر بمبلغ ربع مليار دولار، وهو بالتأكيد سيسهم كثيراً في مواجهة خطر تهويد القدس وما يشهده المسجد الأقصى من تعد من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني، كما أن قرار إنشاء صندوق لمعاشات موظفي الأمانة العامة للجامعة العربية وبدعم قطري بقيمة 10 ملايين دولار لاقى استحسان جميع الدول الأعضاء والقائمين على الجامعة العربية وسيسهم كثيراً في دعم جهود الجامعة وقيامها بمهامها الموكلة إليها. كل القرارات التي خرجت من هذه القمة لا شك بأنها بحاجة إلى دعم وعمل مشترك من قبل جميع الدول الأعضاء للنهوض بعمل الجامعة وقيامها بالدور المأمول الذي تتطلع إليه شعوبها، ولا يخفى على الجميع ما مرّت به الجامعة من انتكاسات وضعف نتيجة لعدم توافق العديد من دولها واختلاف وجهات نظرها في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها القضية الفلسطينية. في رأيي أن الربيع العربي ساهم إلى حد كبير في تجاوز هذه الاشكاليات التي كانت تواجه الأمة العربية وساهم في تصحيح أوضاع العديد من دولها رغم أنه ما زال بعضها يعاني من تراكمات التركة الثقيلة التي خلفتها أنظمتها السابقة، إلاّ أن هناك تحسنا كبيرا على صعيد توافق الرؤى في القضايا الرئيسية وهذا هو المهم في طريق الوصول إلى تنفيذ تطلعات شعوب الدول العربية وتحقيق مستقبل مشرق طموح يحلم به كل إنسان عربي من الخليج إلى المحيط. ما يهمنا بعد انتهاء هذه القمة التركيز على تنفيذ أهم ما جاء فيها من قرارات وعلى رأسها القضية السورية التي عانت كثيراً من التخاذل الدولي في دعم قضيته التي طال أمدها ودخلت سنتها الثالثة وسط معادلة غير منصفة حيث يواجه الشعب السوري الأعزل جبروت وظلم نظام مجرم تخلى عن إنسانيته ومسئوليته تجاه شعبه دون تدخل أممي يوقف نزيف الدم الذي خلّفه هذا النظام الديكتاتوري. لذا بات من الضروري أن يتم دعم الجيش السوري الحر الذي يدافع وبأسلحة متواضعة عن شعبه وأرضه وأن يتم فك حظر بيع الأسلحة للمعارضة حتى يتم حسم هذه الثورة وينعم الشعب السوري بالسلام والرخاء، كما أنه يجب محاسبة جميع الأطراف الإقليمية الداعمة لنظام بشار وعلى رأسها روسيا وإيران وحزب الله والذين ساهموا في دعم آلة القتل والتشريد والوصول بالشعب السوري إلى هذه الحالة المأساوية. فاصلة أخيرة أثبتت القمم العربية والمؤتمرات الدولية وكل تجمع إنساني على هذه البسيطة تُشارك فيها قطر بحجم عطائها اللامحدود وإنسانية سمو أمير البلاد المفدى من خلال مبادراته ودعمه لكل أمة مفجوعة وكل إنسان يئن ويشكي من جور نظامه واستبداده.. أطال الله لنا في عمر سموه وحفظه وحفظ بلادنا من كل سوء.