15 سبتمبر 2025

تسجيل

فلنقف جميعاً خلف أسيرنا القطري علي الكحلة

02 يناير 2014

أكثر من 12 عاماً مرت، بدقائقها وساعاتها وأيامها وشهورها وسنينها، ألماً ومعاناة قلما يمر بها أي إنسان، يتعرض في كل تفاصيلها للذل والتعذيب والقهر، ولولا إيمانه العميق بأن الفرج بيد الخالق عزوجل، لفقد عقله ولما استطاع أن يتحمل كل هذه الضغوط، التي مارسها من يدّعون بأنهم من صنعوا وأرسوا دعائم الديمقراطية والعدل والمساواة!! أسيرنا القطري علي بن صالح الكحلة المري، أثبت للعالم بأسره حقيقة الغطرسة والعنجهية، التي تمارسها السلطات الأمريكية، ليس فقط للعرقيات المختلفة، وإنما حتى لسكانها وشعبها، في سبيل تحقيق مبادئهم وقوانينهم الظالمة، علي المري قَدِم إلى الولايات المتحدة بصفة شرعية كطالب مُبتعث من قبل دولته؛ لإكمال دراسة الماجستير، ولم يدر في خلده أبداً أن حظه العاثر الذي جاء به قبل يوم فقط من أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، سوف يُدخله في عالم المجهول وظلم وتعسف هذا البلد، الذي جاء ليتعلم فيه ويأخذ شهادته بعد فترة وجيزة، ليجد نفسه متهماً ولكن بدون أي دلائل، ويُسجن ظلماً وبهتاناً لثماني سنوات، دون أن يُحاكم أو توجه له أي تهمة!! مرّت كل هذه السنوات وعلي المري في عزلة تامة ونسيان وتجاهل، وكأن التحدث عن قضيته جريمة يُعاقب عليها القانون!! مع يقيننا بأن هناك الكثير من المتعاطفين معه ويتمنون لو يستطيعون أن يقدموا له شيئاً، ولكن ليس بيدهم شيء، هذا الأمر أثار انتباه المحاميين الأمريكيين أندرو جيه سافاج وجوناثان هافيتز، اللذين تطوعا للدفاع عن علي المري بعد أن خذله الجميع ووقفت الظروف كلها ضده!! مورست ضد أسيرنا علي المري شتى أنواع وصنوف العذاب طيلة السنوات التي قضاها في عدد من السجون الأمريكية، حتى أن محاميه سافاج أبدى استغرابه من قوة تحمله وصبره على هذه الإجراءات التعسفية، التي تمارس ضده، ومع مرور هذه السنوات، يعاني علي المري من أمراض عدة تستلزم من السلطات الأمريكية الافراج عنه وتسليمه لبلاده، ولكن للأسف ليس هناك تحرك يُلفت نظر العالم بأجمعه لقضية هذا المواطن القطري، وبضرورة الإفراج عنه فوراً وإن كانت هناك أحكام عليه أن يقضيها في سجون بلاده، وألا يستمر هذا الظلم عليه!! من هنا قامت ثُلة من الرجال المخلصين في قطر بتشكيل لجنة لتخفيف وإنهاء معاناة أسيرنا القطري، وسميت هذه اللجنة بــ " لجنة أصدقاء علي آل كحلة " ووضعت لها أهدافاً وخطوات مرسومة، ودعت هذه اللجنة إلى أن تكون هناك وقفة تضامنية مع الأسير أمام مبنى السفارة الأمريكية يوم 22 مارس القادم، لمطالبتهم بإنهاء معاناة علي وسرعة الإفراج عنه وعودته لبلاده وأهله. ونحن هنا ندعو دولتنا الفتية وإعلامنا ومسؤولينا وكتابنا وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة لأن يقفوا مع الأسير علي المري، فلقطر ولله الحمد اليد الطولى في إنهاء العديد من الأزمات، وساهمت في تبني العديد من المصالحات بين الدول والشعوب، ولعل وساطتها الأخيرة للإفراج عن الرهينة السويسرية سيلفيا ايبرهارت، التي أُختطفت قبل عام في اليمن لهي أكبر دليل على حسها الإنساني ورسالتها السامية في إفشاء السلام والعدل على كافة أرجاء المعمورة، ومن المؤكد أن لـ أسيرنا القطري علي المري الحق في أن تُطالب دولته بأن يُفك أسره ويعود لبلاده وأهله في أقرب وقت، وقد حان الأوان لطي صفحات معاناة هذا الأسير، الذي سطّر أروع صور الصبر والجلد أمام جلادين لا يخافون الله في عباده. فاصلة أخيرة شكراً لمن ساهم وسيساهم في دعم الوقفة التضامنية مع الأسير علي المري، والتي سيكون لها أثر إيجابي في الإفراج بعون الله عنه، ونسأل الله أن يبارك في جهودهم ويجعلها في موازين أعمالهم.